د . عجايبى لطفى Admin
عدد المساهمات : 871 تاريخ التسجيل : 15/04/2011 الموقع : منتديات صوت الانجيل
| موضوع: مقدمة سفر راعوث الخميس أغسطس 09, 2012 4:41 pm | |
| هناك سفران في الكتاب المقدس يحمل كل منهما اسم امرأة؟ هما سفر راعوث وسفر أستير؟ كانت راعوث موآبية؟ أما أستير فكانت يهودية. وكل منهما أظهرت في حياتها ومن خلال ظروفها الخاصة تكريساً وأمانة من نحو الله. ويذكر اسم راعوث في هذا السفر المسمى باسمها اثنتي عشرة مرة. عدا ذلك فلا يذكر سوى مرة واحدة أخرى في كلمة الله؟ ويا للعجب؟ إذ يذكر بالارتباط بسلسلة نسب الرب يسوع (مت 5:1). وهذا السفر يكشف بصورة جميلة كيف ينسج الروح القدس ظروف أسرة - هي عائلة نعمي - بطريقة توجه نظرنا إلى حق هام جداً. ويلفت الروح القدس هنا نظرنا إلى واحد من أغلى ألقاب ربنا يسوع؟ ألا وهو «الوليّ»؟ أي الذي له حق الفداء. ويذكر اللفظ العبري «Goel» الذي يُترجم «الولي» تسع مرات في هذا السفر؟ وتتكرر ذات الكلمة كثيراً في سفر إشعياء وأسفار أخرى؟ وهي تترجم حسب القرينة التي ترد فيها «بالفادي» أو «الوليّ» أو «وليّ الدم» بمعنى الذي يثأر لدم قريبه؟ ولكن في أغلب الأحيان تترجم «الفادي». وكما قال أحدهم؟ "هذه الكلمة وحدها تستحق الدراسة".
يقع هذا السفر بين سفري القضاة وصموئيل؟ وهذا له دلالة رائعة. ففي سفر القضاة نرى انحطاط شعب إسرائيل وفشلهم التام كأمة في حفظ شهادتهم للإله الواحد الحقيقي وسط ظلام الوثنية وعبادة الأصنام في كنعان والأمم المحيطة بهم. ونتيجة لذلك كان لابد أن يؤدبهم الله؟ فسمح لأعدائهم أن يذلوهم (قضاة 6:2-23)؟ ولكنه في نعمته كثيراً ما أقام لهم قضاة ليخلصوهم ويعطوهم راحة من مضايقيهم؟ ولكن لم يوجد قاض واحد استطاع أن يجعلهم يتمتعون بميراثهم الذي أُعطي لهم من الله كاملاً؟ وإنما كان يرد لهم هذا الميراث جزئياً. وبالرغم من أن كل قاض كان من زاوية معينة وفي مواقف محددة رمزاً للرب يسوع؟ إلا أن جميعهم أظهروا قصوراً كثيراً؟ حتى أولئك الذين كانوا رموزاً واضحة للرب يسوع؟ كجدعون وشمشون؟ بكل أسف طوحوا الشعب بعيداً. وهكذا يرتبط سفر راعوث بسفر القضاة بهذه العبارة التي يُفتتح بها «وحدث في أيام حكم القضاة» على أننا نجد في سفر راعوث من يصلح لأن يكون الفادي الكامل؟ "بوعز" الذي معنى اسمه "الذي فيه القوة". كان «جبار بأس» أي ذا ثروة. وكان أيضاً ذا قرابة ووليَّاً. كان قادراً على أن يفك - أي يفدي - امرأة موآبية كراعوث فكاكاً كاملاً ويأخذها لنفسه؟ بالرغم من أنها بلا حقوق على الإطلاق؟ إذ هي من أعداء شعب الله؟ ولكنه يفدي الميراث؟ وأيضاً يقيم نسلاً ليتمتع تمتعاً كاملاً بهذا الميراث والنصيب. إن هذا السفر يرينا أنه حتى في أيام الخراب الشديد؟ وعلى الرغم من انحراف وانحدار الشعب في أيام القضاة؟ فإن الله في عنايته الخاصة بشعبه كان يعمل بطرق مستترة لتكميل مقاصد نعمته الإلهية. لقد قصد الله أن يفيض ببركته على نسل إبراهيم؟ لتتبارك فيه جميع الأمم. ونحن نجد في هذه الأسفار تاريخ الشعب في مثال؟ ففي القضاة نرى الخراب والانحراف التام «في تلك الأيام لم يكن ملك في إسرائيل؟ كل واحد عمل ما حسن في عينيه» (قضاة 25:21) «رفضوني حتى لا أملك عليهم» (1صم 7:. وفي سفر راعوث نرى المسيح الذي يفدي ويرد كالولي؟ ويعطي الميراث للبقية المسكينة في إسرائيل ممثلة في راعوث الموآبية؟ التي أتحدت نفسها مع الأمة المتروكة (نعمي) والتي فقدت كل شيء تحت يد الله المؤدبة؟ ثم أخيراً تصبح زوجة لبوعز. في ضوء هذه الملاحظات فإننا نأمل أن يتكلم سفر راعوث إلى ضمائرنا؟ لاسيما حين نرى النتائج الخطيرة التي تترتب على ترك المكان الذي اختاره الرب ليكون اسمه فيه؟ فلنصغِ بالقلب إليه ونحن نتأمل صلاح «بوعز» الحقيقي الذي لنا؟ وفي نعمته غير المحدودة التي لا تسقط
نبذه عن سفر راعوث (1) موقع السفر من الكتاب المقدس : يختلف موقع سفر راعوث فى ترتيبه بين أسفار العهد القديم ، فى الترجمات العربية والكثير من الترجمات الأخرى ، عنه فى التوراة العبرية، فهو يوضع فى العبرية بين الأسفار الخمسة المسماة فى العبرية "مجلوت" والتى كانت تقرأ فى المجمع اليهودى فى خمس مناسبات معينة ، أو فى الأعياد العبرية خلال السنة العبرية. وفى النسخ المطبوعة للتوراة العبرية ، تجئ هذه الأسفار الخمسة على الترتيب التالى: نشيد الأنشاد، راعوث ، مرائى إرميا، الجامعة، أستير . فيشغل سفر راعوث المكان الثانى لأنه كان يقرأ فى عيد الأسابيع (أى عيد الخمسين) وهو العيد الثانى من الأعياد الخمسة المقررة لقراءة هذه الأسفار . أما فى المخطوطات العبرية فيختلف ترتيب هذه الأسفار فيما بينها. وكانت هذه الأسفار الخمسة تشكل الجزء الثانى من "الكتب" أو "الهاجيوجرافا" (الكتابات المقدسة)، وهى القسم الكبير الثالث من التوراة العبرية. أما التلمود فيفصل سفر راعوث عن "المجلوت" ويضعه فى مقدمة "الهاجيوجرافا" قبل سفر المزامير. أما المترجمون الذين قاموا بترجمة التوراة إلى اليونانية، والمعروفة بالترجمة السبعينية ، فقد نقلوا سفر راعوث من مكانه فى التوراة العبرية ووضعوه بعد سفر القضاة ، لأن أحداثه جرت فى أيام حكم القضاة ، فألحقوه به. وقد راعى جيروم هذا الترتيب فى "الفولجاتا" (الترجمة اللاتينية للكتاب المقدس) ، وقد نهجت على منواله كل الترجمات الحديثة.
(2) الكاتب والهدف : لا يذكر السفر اسم الكاتب ولا يوجد دليل واضح على تاريخ كتابة السفر. أما الهدف منه فكان تسجيل حادثة لها أهميتها وقيمتها فى تاريخ بيت داود. كما أنه يذكر عرضا، عادة قديمة من عادات وأحكام الزواج فى إسرائيل. وليس ثمة أساس لما يزعمه البعض من أن الكاتب كان يهدف إلى الدفاع عن قضية معينة، إذ أراد أن يثبت أن الإجراء العنيف الذى قام به عزرا ونحميا - بعد العودة من السبى- بمنع الزواج المختلط ، لم يكن له من السوابق ما يبرره. إن القصة فى منتهى البساطة والوضوح . والتقليد الذى تسجله من أن السلالة الملكية فى إسرائيل جاءت من أم موآبية ، كان أساساً تقليداً متواترا، ظل ينتقل شفاها زمنا ما، قبل أن يسجل كتابة. كما أن سفر صموئيل الأول يشير إلى العلاقة الوطيدة التى آلت بين داود وموآب فعندما كان داود- ملك المستقبل- هارباً من وجه شاول ، استودع أبيه وأمه لرعاية ملك موآب (1 صم 22: 3) ، مما يؤيد صحة القصة الواردة فى سفر راعوث .
(3) تاريخ كتابة السفر : يبدو من ترتيب سفر راعوث فى التوراة العبرية أنه كتب بعد انتهاء الفترة العظيمة للأنبياء الأولين، وإلا لوجد مكانه الطبيعى الذى وضع فيه فى الترجمة السبعينية بعد سفر القضاة والأسفار التاريخية الأخرى فى القسم الثانى من الأسفار فى العبرية. كما أن سفر راعوث يستهل بعبارة : "حدث فى أيام حكم القضاة" (1: 1) مما يدل على أن الكاتب رجع إلى الوراء إلى زمن القضاة، كعهد قد مضى منذ زمن. ويتميز أسلوب السفر بالطهر والنقاء والبساطة، ولكن زعم البعض أن به صبغة أرامية فى بعض التفاصيل، مما يدل - فى رأيهم - على كتابته فى عصر متأخر. أما الإشارة إلى إحدى عادات الزواج القديمة، بالقول: "وهذه هى العادة سابقاً فى إسرائيل" (4: 7) ، فلا تعنى بالضرورة أن سفر راعوث قد كتب فى زمن متأخر. ومن ناحية أخرى لو أن هدف الكاتب كان ذكر تسلسل بيت داود، لفقد أهميته بموت أو اختفاء آخر ملك من ملوك بيت داود، أى عند سبى بابل أو فى الفترة الأولى بعد العودة من السبى، ولذلك يرى البعض أن أقرب التواريخ احتمالاً لكتابة السفر، هى أواخر أيام السبى أو بعد العودة منه مباشرة، وقد تفاوتت الآراء من جهة كاتب السفر، فمنهم من ينسبه لصموئيل النبى، ومنهم من ينسبه لحرقيا الملك، وآخرون إلى عزرا وليس ثمة دليل قاطع على من استخدمه الرب فى كتابة هذا السفر.
(4) التعليم الأخلاقى : لسفر راعوث قيمة أخلاقية عظيمة ، فهو يقدم لنا نموذجا للتقوى البنوية الصادقة إن موقف راعوث فى اصرارها على رفض ترك حماتها وتصميمها على أن ترافقها إلى وطنها، يجد جزاءه فيما صارت إليه من الغنى والسعادة، وما نالته من تكريم ، إذ أصبحت من أسلاف داود الملك. ولا بد من التنويه بما تؤدى إليه القدوة العملية، فى الاحترام المخلص العميق للواجب والحب ، من النجاح والكرامة . كما أن مبدأ مجازاة العمل الطيب لا يتوقف على جنس أو شعب ، لكنه ينطبق على الموآبيه كما ينطبق على اليهودية وغيرها. ولا يوجد فى السفر تعليم مميز، فهو اساسا سفر تاريخى يسجل حقيقة فاصلة فيما يختص بأصل بيت داود ، كما أنه سفر أدبى يؤكد - من خلال مثال معروف- أهمية وقيمة المعاملة الحسنة ومراعاة كل ما يمليه الواجب البنوى
ماذا نتعلم من سفر راعوث وملخص لاحداث السفر 1. سفر راعوث يأتى بين سفرى القضاة وصموئيل اللذين كثرت فيهما الحروب والدماء والعصيان والتأديب. وسفر راعوث يأتى بطريقة عجيبة بينهما فلا نجد فيه حروب ولا عداءات بل محبة وأشخاص يحيون فى بساطة وحب لله وطاعة لهُ. هو سفر يثبت أن هناك 7000 ركبة لم تنحنى لبعل وأن الله لا يبقى نفسه بلا شاهد. والآنتقال من سفر القضاة إلى سفر راعوث هو إنتقال من عالم الحرب إلى بيت السلام، هو إنتقال من العالم المملوء إضطراباً إلى الكنيسة المملوءة محبة وسلام. فالله قادر وسط هذا العالم المملوء إضطراباً أن يحفظ أولاده فى سلام يفوق كل عقل. وفى الكنيسة نتقابل مع المسيح عريس نفوسنا كما تقابلت راعوث مع بوعز عريسها.
2. تقليد اليهود يذكر أن كاتب السفر هو صموئيل النبى وهذا صحيح فمن سجل قصة داود أى صموئيل النبى يكتب قصة راعوث ليكمل نسب داود.
3. وقعت أحداث قصة راعوث فى عصر القضاة وهناك رأيين فى زمان الأحداث:-
أ. الرأى الأول يقول أن الأحداث حدثت فى زمان جدعون وأن المجاعة المذكورة هى التى حدثت نتيجة ظلم المديانيين ولو صح هذا يكون سلمون زوج راحاب قد وَلَدَ بوعز فى زمان بعيد عن أيام عوبيد والد يسى أبو داود. إلاّ لو كان هناك أسماء ساقطة لم تذكر ولكن (مت 1 : 5) يذكر صراحة أن سلمون ولد بوعز من راحاب فيكون سلمون المذكور هنا فى (را 4 : 21) هو زوج راحاب.
ب. يرى يوسيفوس أن راعوث عاشت فى أيام عالى الكاهن وفى جدول الأوقات التالى محاولة لحل المشكلة إفترضنا فيها أن سلمون ولد بوعز وعمره 60 سنة. وبوعز ولد عوبيد وعمره60 سنة وعوبيد ولد يسى وعمره 60 سنة ويسى ولد داود وعمره 60 سنة وبهذا يصبح إفتراض يوسيفوس بعيداً ويكون الإقتراح الأول أقرب للصحة.
ولادة سلمون 1325
دخول أرض الميعاد................
ولادة بوعز من راحاب 1265
ولادة عوبيد من راعوث 1205
1167 بدء قضاء عالى الكاهن
ولادة يسى 1145
1137 دعوة صموئيل وعمره 12 سنة
1127 موت عالى
1085 ولادة داود
1065 مسح داود ملكاً
1055 موت شاول
وبهذا الإقتراح تصبح فترة القضاة حوالى 200 سنة وهذا يتعارض مع قول يفتاح بأن لهم 300 سنة فى الأرض. ويفتاح غالباً كان معاصراً لعالى الكاهن. وحل المشكلة أن الكتاب أسقط إسم أو إسمين ما بين عوبيد ويسى. وهذا يحدث كثيراً فى الكتاب المقدس.
4. موآب بأوثانه وعبادته الوثنية يشير للشيطان، خصوصاً للعداوة الشديدة من موآب لشعب الله. ومن وسط موآب تخرج راعوث لترجع إلى الله أبيها. فراعوث الأممية إغتصبت نصيباً فى شعب الله فحسبت رمزاً لكنيسة الأمم.
5. سفر راعوث هو السفر الوحيد الذى سمى بإسم إمرأة أممية فى الكتاب المقدس نظراً للرتبة الفائقة التى بلغت إليها راعوث، التى صارت أماً للمسيح الأمر الذى كانت المؤمنات جميعاً يشتهين إياه. كما حُسِبَت رمزاً لكنيسة الأمم عروس المسيح القادمة من موآب إلى بيت لحم. لقد جرى دمها وهى أممية فى عروق مخلص العالم.
6. فى عصر القضاة رأينا إنحراف اليهود الشديد للوثنية، وهذا السفر يعلن أن لله بقية باقية له بين الأمم تتمسك بالإيمان به بلا مطمع أرضى أو شهوة جسدية.
7. سفر راعوث هو سفر الحصاد وفيه أُعْلِنَ دخول الأمم للإيمان فى شخص راعوث التى كانت تطلب السنابل الساقطة فحملت فى نسلها المسيح حبة الحنطة (يو 12 : 24) التى تقع فى الأرض لتأتى بثمر وحصاد كثير (قيلت هذه الآية عن دخول اليونانيين الإيمان).
8. أهمية السفر أنه إحتفظ لنا بنسب السيد المسيح. ونجد فى نسبه البشرية كلها يهوداً وأمماً. ونلاحظ فى نسب المسيح 3 نساء وهم ثامار الكنعانية وراحاب الكنعانية وراعوث الموآبية فالمسيح أخذ لنفسه طبيعة كل البشر وليس طبيعة اليهود فقط.
9. سفر راعوث سجل لنا أداب المخاطبة الروحية الرائعة والحوار المهذب الرائع بين راعوث وحماتها وبين نعمى وكنتها وبين راعوث وبوعز وبين بوعز وحصاديه.
10. نجد فى السفر بعض تقاليد اليهود وعاداتهم.
11. يشرح لنا السفر بركات الله المعطاة لراعوث التى إهتمت بحماتها.
12. نعمى السيدة اليهودية التى تتمتع بالناموس والآنبياء وحصلت على الخلاص بل هى فى أرض الميعاد فى وقت الضيق تركت أرض الميعاد لتذهب للحياة السهلة فى موآب وإذ بها تخسر كل شئ فى أرض موآب زوجها وأولادها. هذه صورة للمسيحى الذى حصل على الخلاص وفى وقت الضيق أو وقت الرخاء يترك المسيح (الخارج من سبط يهوذا) ليحيا فى العالم السهل فتخسر هذه النفس كل شئ. هى تمثل النفس التى تذوقت نعمة الله ثم عادت وجحدته لتشبع من العالم (عب 6 : 4-. بينما راعوث التى نشأت فى أرض موآب حيث الخطية والوثنية إذ تسمع عن الإله الحى تخرج بالإيمان إلى بيت لحم لتتزوج بوعز ويأتى من نسلها المسيح. وحتى الآن فكثيرين من شعب الله يتركونه وينكرون الإيمان فيخسرون كل شئ وكثيرون ممن هم من خارج يسمعون عن المسيح فيؤمنون. فالمسيح جاء لسقوط وقيام كثيرين (لو 2 : 34) تسقط نعمى المستهترة بنعمة الله وتقوم راعوث الموآبية بإيمانها الحى به
| |
|