تذكرت وانا اشاهد عبر شاشة التلفاز محكمة الرئيس السابق حسني مبارك بعدما قضى في الحكم اكثر من ثلاثين عاما.باننا نحن ايضا كمؤمنين عاجلا ام اجلا سنقف امام كرسي المسيح لنعطي حساب وكالتنا خيرا كانت ام شرا.فمع ان الكتاب المقدس في رسالة رومية والاصحاح ٨ يعلمنا بانه "اذا لا شيء من الدينونة الان على الذين هم في المسيح يسوع" وان الله يرانا في المسيح قديسين وبلا لوم او عيب او خطية لانه جعل الذي لم يعرف خطية ان يصيرخطية لاجلنا لنصير نحن بر الله فيه.الا انه ايضا وفي نفس الوقت يحذرنا على لسان الرسول بولص وفي رسالته الاولى الى اهل كورنتوس واصحاح ٣ ان كل واحد منا سياخذ اجرته بحسب تعبه وذلك عندما نقف امام كرسي الذي عيناه كلهيب نار ليمتحن معدن وقيمة عمل كل واحد منا.فالذي بنى على اساس المسيح بذهب او فضة او حجارة كريمة فذلك سينال اجره لان النار متى محصة تلك الحجار الكريمة تجعلها اكثر لمعانا وقوة وصلابة ونقاء.واما الذي بنى بخشب او عشب او قش فان النار ستحرق عمله ولن يبقى منه سوى الرماد لانها مواد سريعة الاشتعال وهشة ومثل هذا لن يبقى له سوى خلاصه بدم المسيح ونعمتة الغنية ليدخل على اساسها الى ملكوت السموات ولكنه خلاص كما بنار من دون اجرة او مكافاة تذكر فينطبق عليه المثل الشعبي الاردني"مثل مصيف الغور فاضي اليدين".
من اجل ذلك يحذرنا الكتاب المقدس الذي كتب من اجل تعليمنا وتقويمنا بل وحتى تاديبنا ان نحن اخطئنا ويضع لن الاسس الروحية التي بموجبها سيتم تقيم وكالتنا في حياتنا على الارض ومن اهم هذه الاسس الروحية:-
اولا:-الدافع من وراء استثمارنا للوكالة او الوزنة التي استئمانا الله عليها
هل كان الدافع هو الانانية وحب الذات او رغبة في الحصول على مديح الناس واستحسانهم بل وحتى التاثير عليهم والتحكم بهم او غيرة مرة في قلبك من نجاح احد اخوتك في الخدمة ورغبتك في اثبات انك لست اقل من قيمة وقدر .ام الدافع هو الحب والعطاء الذي سكبه الله في قلوبنا بالروح القدس والذي يخلق شوقا وغيرة مقدسة في دواخلنا على الخدمة في حقل الرب معتمدين في ذلك لا على ذواتنا بل على عمل روح القدوس في حياتنا وشتان بين هذا الدافع وذاك
لذلك نجد الرسول بولص يعلمنا قائلا"إن أطعمت كل أموالي ، وإن سلمت جسدي حتى أحترق، ولكن ليس لي محبة، فلا أنتفع شيئا".فهل تبني بتلك المواد الانانية الفقيرة والتي تحترق سريعا ام بمعادن الحب والعطاء غير المحدود والثمينه.فانت وحدك القادرعلى ان تحكم على الدافع الذي يحرك الخدمة في حياتك.
ثانيا :-الامانة في الوكالة
هل تؤدي خدمتك بكل جدية ونشاط وفي وقت مناسب او غير مناسب بالنسبة لك. هل خدمة جسد المسيح اهم عندك من ذاتك واحتياجاتك الشخصية هل شهوة قلبك هو مجد الله وامتداد ملكوته. ام خدمتك تعتمد على الظروف ان كانت جيدة ام لا وحجم ومقدار الالم الذي يمكن ان تجلبه لك تلك الخدمة ومقدار الوقت الفاضي والمتبقي من يومك ولا تعرف ماذا تفغل.
لقد كان رب المجد يجول المدن والقرى يشفي جميع المتسلط عليهم ابليس غير عابئ بمشقة السفر والنوم في البراري وعدم وجود وقت للراحة بل وحتى تناول الطعام فطعامه كان ان يفعل مشيئة الذي ارسله وراحته هو خلاص النفوس عندما جلس على بئر السامرة منتظرا ان يحرر تلك المراة السامرية من ربط الخطية وعارها ولم يكن يعرق اين سيسنده راسه اليوم على حجر في البرية ام على خشبة في السفينة ام في بيت من سيستضيفه تلك الليلة لذلك علمنا قائلا"للثعالب اوجرة ولطيور السماء اوكار.واما ابن الانسان فليس له اين يسند راسه".
هل انت امين في خدمتك للرب وهل تستطيع ان تقول مع الرسول بولص"انتم شهود والله كيف انني بطهارة وببر بلا لوم كنت
بينكم"
احبائي
ما نزرعه هنا سنحصده هناك هل انت واثق من وكالتك .هل انت امين في وزنتك .هل لديك الثقة بان تسمع صوت السيد يناديك قائلا"نعماك ايها العبد الصالح والامين كنت امينا في القليل فساقيمك الان على الكثير ادخل الان الى فرحك سيدك هل تستطيع ان تقول مع الرسول بولص"جاهدت الجهاد الحسن أكملت السعى حفظت الإيمان وأخيراً قد وضع لى إكليل البر"(2 تى 4: 7 ،
.ام انك طمرت وزنتك في التراب وفقدت سعيك وامانتك في الخدمة من زمان .انهض فلم يفت الوقت بعد واجرة الساعة الاخيرة ما زالت من حقك ومن نصيبك انا انت عزمت في قلبك ان تعيش بامانة طاعا صوت الانحيل وان تكون امينا للنهاية فستنا الاكليل
اخوكم في جسد المسيح
عامر حداد
[right]