Amer Haddad
عدد المساهمات : 17 تاريخ التسجيل : 30/07/2011
| موضوع: خطية الشعور بالنقص بين المرض وجريمة القتل الجمعة يناير 27, 2012 12:29 pm | |
| تعتبر الامراض النفسية سمة من سمات هذا العصر الذي نعيش فيه لدرجة ان الاحصائيات الطبية توكد بان المصابين بالامراض النفسية يفوق بكثيراصحاب الامراض العضوية .فنحن نعيش في زمن فقد فيه الانسان شعوره بانه كائن ابدي مخلوق على صورة الله الروح وتحول الى شيء او سلعة تباع وتشترى ولها ثمن يقدره ميزان هذا العالم الذي وضع في الشرير على ضؤ مقاييس المال اوالقوة اوالشهادة اوالجمال بل واحيانا العرق . والشعور بالنقص ليس مرضا مستحدثا بل هو موجود منذ سقوط الانسان في الخطية وانفصاله عن الله مصدر الهوية والثقة والامان فنجد ان الشعور بالدونية وعدم القبول دفعت الاخ لكي يقتل اخاه كما في قصة قايين وهابيل الذي شعر فيها هابيل بالنقص عندما تنسم الرب رائحة الرضى من ذبيحة هابيل اخاه الاصغر ولم ينظر الى ذبيحة التي لم تكن بحسب قلب وخطة الله للانسان.وكيف ان الاخوة يبيعون اخاهم الاصغر لانه كان محل واهتمام اباهم كما في قصة يوسف واخواته بل اننا احيانا نشاهد في محيطنا الاجتماعي وللاسف الشديد احيانا الكنسي كيف يسعى الكثيرون لتخلص من احساسهم بتفوق الاخرين عليهم عن طريق اظهار وتضخيم عيوبهم حتى ولو كان بطرق خبيثة وملتوية من اجل ابعادهم عن مجال تواجدهم المشترك فيطعن الخادم اخاه الخادم في خدمته او في شهادته واحيانا كثيرة في حياته وسيرته بداعي التقوى والسلوك بالتدقيق والقداسة وهو نفسه ابعد عن ذلك بمراحل. ومن اجمل القصص الكتابية التي تشرح خطورة الشعور بالنقص هو ما يذكره لنا الوحي المقدس في سفر القضاة والاصحاح التاسع عن ابيمالك ابن القاضي جدعون. فقد كان لجدعون نساء كثيرات انجبن له عددا كبيرا من الابناء بلغ عددهم السبيعن وكان من بينهم ابيمالك الذي لم تكن امه زوجة شرعية بل جارية لجدعون فلم مات ابوه اتاحته رغبة شريرة بان يحل مكان ابيه من دون اخوته جميعهم للشعور بالنقص وبانه اقل من اخوته لان امه لم تكن زوجة لجدعون بل مجرد سرية فحاول ان يتخلص من هذا الشعور بالسيطرة على الاخرين حتى لو كان الثمن ان يستاجر رجالا بطالين طائشين لكي يقتلوا اخوته السبيعن على حجر واحد لم ينجو منهم سؤا الاخ الاصغر يوثام الذي استطاع الهروب من هذه المجزرة المخيفة .هذا الشاب الصغير اعطاه الرب الحكة ان يتحدث للشعب بمثل في غاية الروعة لكي يكشف من خلاله خطية الشعور بالنقص التي تملكت قلب اخيه ابيمالك فقال لهم هذا المثل "مرة ذهبت الأشجار لتمسح عليها ملكا. فقالت للزيتونة: املكي علينا 9 فقالت لها الزيتونة : أأترك دهني الذي به يكرمون بي الله والناس، وأذهب لكي أملك على الأشجار 10 ثم قالت الأشجار للتينة: تعالي أنت واملكي علينا 11 فقالت لها التينة: أأترك حلاوتي وثمري الطيب وأذهب لكي أملك على الأشجار 12 فقالت الأشجار للكرمة: تعالي أنت واملكي علينا 13 فقالت لها الكرمة: أأترك مسطاري الذي يفرح الله والناس وأذهب لكي أملك على الأشجار 14 ثم قالت جميع الأشجار للعوسج: تعال أنت واملك علينا 15 فقال العوسج للأشجار : إن كنتم بالحق تمسحونني عليكم ملكا فتعالوا واحتموا تحت ظلي. وإلأ فتخرج نار من العوسج وتأكل أرز لبنان ". فماذا كان يقصد يوثام ابن جدعون بهذا المثل لقد رفضت الزيتونه ان تملك لانها كانت ممتلئة بالزيت رمزا البركة والقوة والمسحة لقد كانت ممتلئة بالدهن رمز الروح القدس الذي يملاء قلب الانسان بالفرح والقوة والقيمة الذي يلاشي من حياته كل شعور بالنقص وحب السيطرة والتملك "فالنفس الشبعانه تدوس العسل ". ورفضت التينة ان تسيطر على الاشجار لانها مشبعة بالثمر الطيب الذي طعمه كالعسل .رمز للانسان الذي يعيش علاقة حية وحقيقة مع رب المجد يسوع فيرى نفسه في عيون المحبة الالهية ملك وكاهن وصاحب سلطان . واستخفت الكرمة بالملك ورفضت ان تتسلط على الاشجار لانها كانت تدرك انها تمتلك الفرح والسلام الداخلي وقوة للشفاء والتحرير كما فعل السامري الصالح عندما صب زيتا وخمرا لكي يشفي ذلك اليهودي المجروح ."لان فرح الرب وعصير كرمته يسوع هو قوتنا" فبينما رفضت الزيتونة والتنية والكرمة التسلط على الاشجار رحبت العوسج بالدعوة لماذا ؟ لانها شجرة شوكية صغيرة لا زيت فيها او حلاوة او خمر انها شجرة تشعر بالعجز والنقص وتريد ان تعوضه بالسيطرة والتحكم انها شجرة شوكية مملؤة بالجروح الشلئكة والعميقة التي تؤذيها وتؤذي من يقترب منها ويحاكيها.انه شجرة مكسورة النفس وجريحة لم تاتي عند قدمي السيد لتنال الشفاء والتحرير "روح السيد الرب عليّ لان الرب مسحني لابشر المساكين ارسلني لاعصب منكسري القلب لانادي للمسبيين بالعتق وللماسورين بالاطلاق". هي نفس جائعة كل مرا لها حلو.هي سفينة معذبة بين الامواج تحتاج لصاحب السلطان ان يقول للريح اسكت وللبحر ابكم والسؤال الذي لا يستطيع احد ان يجيب علية سواك اي الاشجار الاربعة انت هل انت زيتونة خضراء او تينة مثمرة او كرامة مفرحة ام عوسجا مؤلما اخوكم في جسد المسيح عامر حداد | |
|