تحكي قصة خرافية ان خنزيرا كان يغار من بقرة كانت محط اهتمام ورعاية المزرعة وكل من يعيش فيها وذلك بعكسه تماما مما دفعه في يوما من الايام ان يسال البقرة قائلا:- لماذا يتغنى البعض بجما عيونك ويعاملك البعض الاخر بكل احترام تصل الى درجة التقديس كما يفعل الهندوس في الهند هل ذلك لانك تمنحينهم الحليب الطازج الذي يشربونه في كل يوم ويصنعون منه الا نواع المختلفة من الالبان والجبن فانا اعطيهم ايضا اللحم الذي ياكلونه ويصنعون منه المرتديلا والبيكون والهام وغيرها من المشتقات ومع ذلك يتغازلون بك بعكسي تماما
فردت البقرة بابتسامة عريضة قائلة:- يا عزيزي هناك فرق شاسعا وكبير بين من يعطي في اثناء حياته وبين من لا يستفاد منه الا بعد موته.
كلمات في منتهى الحكمة والجمال وللاسف هذا واقع الكثير من الاباء والامهات الذين يقضون ساعات طويلة في العمل على حساب الاهنمام بالعائلة والاطفال الذين هم في امس الحاجة الى حبهم ورعايتهم وتواجدهم معهم في لحظات السعادة والالم ولكن يا للاسف فنتجية لهموم الحياة وارتفاع الاسعاروللازمة الاقتصادية الخانقة التي يمر بها العالم في هذه الايام دفعت الكثير من الاباء الى قضاء معظم ساعات النهار في العمل ظنا منهم بانهم بذلك يحققون الاستقار والمستقبل الافضل لاطفالهم
متناسين قول الكتاب المقدس على لسان حكيم الحكماء الملك سليمان في سفر نشيد الانشاد ٨:٧ "إن أعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة، تحتقر احتقارا".فلاحظات الحب وساعات العلاقات هي التي تبقى محفور في عقول وضمائر اطفالنا مدى الحياة وليس كمية المال الذي نغدقه عليهم لذلك يعلمنا الرسول بولص في الروح القدس قائلا "ان اطعمت كل اموالي وان سلمت جسدي حتى احترق ولكن ليس لي محبة فلا انتفع شيئا"
احبائي
كثيرا ما نتصرف وكان العلاقات الانسانية شيئا غريبا نقحمه في جدول اعمالنا المزدحم والذي من السهل ان نؤجله بل وحتى ان
نلغيه ان طراء شيء جديد على مسؤوليتنا واعمالنا وهذا يعطي الانطباع بان العلاقات شيء ثانوي وسطحي في حياتنا وليس حجرا اساسيا لا يمكن تعطليه او التنازل عنه.مع ان الكتاب المقدس يذكرنا بان الحياة التي اعطانا اياها الله تتلخص في العلاقات ففي الوصايا العشر وهي الوصايا الادبية الثابته التي تحدد علاقتنا بالله والاخرين والتي كتبها الرب باصبعه على جبل سيناء لموسى نجد ان اربعة منها تحدد علاقتنا بالله بينما تعالج السته الاخرى علاقتنا بالاخرين.وذلك لان الحب الذي تعبيرة الوقت الذي نقضيه في العلاقات هو وحده الذي يترك ذكرى خالدة في عقول الناس وقلوبهم وليس الانجازات.لذلك تقول الام تريزا التي ما زالت حياتها شهادة ودافع يحرك الكثيرين في الخدمة في المجال الانساني رغم مرور سنوات هذه عددها على وفاتها
" لا يهم ما تقوم به.وانما كم المحبة الذي تضعه فية لان المحبة والمحبة فقط هي سر الميراث الدائم".اخوتي الاحباء
افضل استخدام للوقت هو المحبة وافضل تعبير للمحبة هو اعطاء ذواتنا لمن نحب وليس عطايانا وافضل وقت للمحبة هو الان وان نكون في عطائنا كالبقرة التي تقدم نفسها من خلال حليبها كل يوم لمن تحب وليس كالخنزير الذي لا يستفاد منه الا بعد موته
اخوكم في جسد المسيح
عامر حداد