حيانا كثيرة يحاول بعض الخدام المباركين ان يربط بين خضوع المراة لرجلها وبين الضلع الذي اخذت منه وكان الخضوع شيء مشين للمراة ويحتاج الى تبرير فيقولون "بان المراة لم تاخذ من عظمة القدم لكي لا يدوسها او من عظمة الدماغ لكي لا تتسلط عليه بل اخذت من جنبه لكي تكون موضوع محبته ورعايته " ولا ادري اي سند كتابي لهذا القول لان الكتاب المقدس في سفر التكوين لا يذكر لنا موضع هذا الضلع اذ يقول "فأوقع الرب الإله سباتا على آدم فنام، فأخذ واحدة من أضلاعه وملأ مكانها لحما وبنى الرب الإله الضلع التي أخذها من آدم امرأة وأحضرها إلى آدم "
ثم ما علاقة وضع الضلع ومكانه في الخضوع او السلطان
فهل عظمة القدم اقل قيمة من باقي الاضلاع لانها في الاسفل ام ان الكتاب نفسه يعلمنا ان الاعضاء القبيحة هي بالاولى ضرورية والتي بلا كرامة نعطيها كرامة افضل اما الاعضاء الجملية فلا حاجة لنا بها.وان الله مزج الاعضاء معطيا الناقص كرامة افضل .
ثما هل مكونات عظمة القدم مختلفة عن مكونات عظام الدماغ والصدر وهل الذكاء واتخاذ القرارت موجودة اصلا في العظام ام في الدماغ حتى نقول انه لم ياخذها من عظام الراس لكي لا تسود عليه.
من اجل ذلك فمثل هذه الافكارلا تتوافق مع منطق الكتاب المقدس او المنطق والعلم
لقد كان هدف الرب من تكوين حواء من ادم وليس من تراب كما خلق ادم هو ان يعلمنا ان حواء ليست كيانا اخر منفصلا عن ادم يحتاج كل منهما للصراع على السلطة والسيادة بل جسد واحد يعيش في تناغم وهذا
ما يؤكده الرسول بولص قائلا "كذلك يجب على الرجال أن يحبوا نساءهم كأجسادهم. من يحب امرأته يحب نفسه فإنه لم يبغض أحد جسده قط، بل يقويه ويربيه، كما الرب أيضا للكنيسة ".
كما اننا يجب ان ندرك بان خضوع المراة لزوجها ليس لانها اقل منه قيمة ومقدار كما تظن بعض الديانات الاخرى بان المراة نقصة عقل ودين لان الكتاب المقدس يؤكد لنا بان المراة مخلوقة على صورة الله كالرجل "فخلق الله الإنسان على صورته. على صورة الله خلقه. ذكرا وأنثى خلقهم " بل انه اعطى للمراة سلطان على الخليقة كالرجل تماما "28 وباركهم الله وقال لهم: أثمروا واكثروا واملأوا الأرض، وأخضعوها، وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الأرض ".
لذلك فالمراة في الكتاب المقدس مساوية لرجل في القيمة والمقدار ولكن مختلفين في الادوار تماما كما ان الجسد ليس عضوا واحد بل اعضاء كثيرة.
كما ان خضوع المراة لرجلها ليس فيه ابدا انتقاص من قيمة المراة وكرامتها وذلك للاسباب التالية:-
اولا:-ان الخاضع ليس اقل قيمة من المخضوع له
بدليل ان الرب يسوع رغم انه الاقنوم المساوي للاب في الجوهر اخضع نفسه لمشيئة الاب وارادته كما جاء في فيلبي "الذي إذ كان في صورة الله، لم يحسب خلسة أن يكون معادلا لله لكنه أخلى نفسه، آخذا صورة عبد، صائرا في شبه الناس وإذ وجد في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب
ثانيا :-ان الخضوع ليس له علاقة بجنس الخاضع بل بوظيفته
بمعنى ان الزوجة تخضع لزوجها في اطار العلاقة الزوجية ويكون الزوجة لزوجته في اطار العمل والدولة اذا كانت رئيسته في العمل او تحتل منصبا رفعيا في الدولة لانه لا يوجد عند "لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة ".والقاضية دبورة اكبر دليل على ذلك في العهد القديم .فبرغم انها كانت امرأة نبية وزوجة لفيدوت، هي قاضية إسرائيل في ذلك الوقت كانت خاضعة لزوجه في اطار العلاقة الزوجية وفيدوت خاضع لكل ما يتكلم ويقضي به الرب على فمها
ثالثا: الخضوع هو تعبير الحب والتواضع لذلك فالحب والخضوع هما وجهان لعملة واحدة.
اهم عنده من نفسه.
رابعا :- الخضوع هو في مصلحة الزوجة لا الزوج.
بمعنى ان الكتاب يامر الزوج ان يحب امراته كما احب المسيح الكنيسة والحب هو ان تسعد من تحب لا ان تتحكم بمن تحب لذلك عندما يختلف الزوجين في موضوع معين وتقول الزوجة ساخضع لما تريد لانني احبك ويقول الزوج لانني احبك سافعل لك ما تريدبن ويكون هو في النهاية الذي يتحمل النتجية كراس للبيت.
احبائي
ليتنا ندرك مقدار الثراء والغنى في العلاقة القائمة على الحب والخضوع التي يصير فيها الاثنان جسد واحد وليس بعد اثنين فليس فيه للرجل سلطان على جسده بل لزوجته وليس فيه للمراة سلطان على جسدها بل لزوجها بكل حب وخضوع وتناغم
اخوكم في جسد المسيح
عامر حداد