سقط صدام في العراق وقام في كنائسنا
بقلم القس أفضل وليم
قد تستغرب عزيزي القارىء من عنوان مقالي هذا ،ولكن أدعوك للتآني لتفهم ما هو الدافع والهدف من وراء مقالي هذا ، فأنا أريد أن أربط بين صدام العراق والصدام الذي يسود كنائسنا في هذه الأيام ،فأنا لا أقصد إنسانا بعينه ولكن أقصد كل إنسان يكون هو صدام داخل كنيسة المسيح .
فمع فقدان القيادة الناجحة داخل الكنيسة وزوال السطلة الكنسية حسب المفهوم الكتابي وضياع التأديب الكنسي من داخل الكنيسة سقطت الكنيسة بين بعض الذين نصبوا أنفسهم مسؤلين دون حق ،فالحق الوحيد هو إنهم قد ساهموا بجزء من أموالهم لبناء الكنيسة أو إستغلال سلطاتهم ونفوذهم لتمرير بعض الإجراءات لصالح الكنيسة ،وهم يشعرون أن لهم الفضل على الكنيسة وحتى على أعضاء الكنيسة وللاسف الشديد أقول سكت النبلاء والأدباء والمتعلمين وأصحاب الحكمة وتكلم الجهلاء بما لا يليق .
فأصبحنا نسمع أن عدد الأيام والشهور بل أقول والسنين التي تقضيها الكنائس في مشاكلها أكثر بكثير من الأيام التي تقضيها في خدمة الرب وأفتقاد النفوس والأيتام ،
ومن هنا أحبائي أريد أن أكتب عن صدام الكنيسة ،فكانت العراق قبل سقوط صدام هي بمثابة قطع من الشطرنج في يد صدام فيحركها حيثما شاء وكيفما شاء وبأي طريقة شاء ضارباً بكل النصائح عرض الحائط غير مُبالي بأحد ،وهذا ما يسود كنائسنا في هذه الأيام ولكن أريد أن اعقد مفارقة بسيطة بين صدام العراق والصدام الذي يسود على وفي كنائسنا في هذه الأيام.
فصدام العراق هو متعلم ومثقف ورجل يفهم المعركة مع عدوه ويخطط لها تخطيط جيد ويضع الرجل المناسب في المكان المناسب، ولكن صدام الكنيسة في هذه الأيام هو إنسان يكاد أن يقرأ الجريدة بصعوبة غير مٌدرك إننا في حرب مع عدوء مفترس وهو إبليس لا يهمه أن يخطط لشيء فهو يفعل فقط ما يدور بعقله ، ولا يهمه الرجل المناسب في المكان المناسب لكن كل همه من يقول له دائما أنت على صواب ويصفق له حتى بوقت الخطأ هذا هو الذي يصلح أن يعتلي المناصب معه ويضعه حيثما شاء ،الفارق الثاني بين صدام العراق وصدام في الكنيسة هو أن صدام العراق كان له نخبة منتخبة من المستشارين الذين يستشيرهم عند القدوم لإتخاذ قرار في أمر مهم في غاية الصعوبة ويأخذ بأرشادهم ونصائحهم ، ولكن صدام اليوم داخل الكنيسة لايهمه أن يستشير أحد ونسى ما قاله الحكيم في سفر الأمثال 11: 14" حيث لا تدبير يسقط الشعب ، أما الخلاص فبكثرة المشيرين:
ولئلا يفهمني أحد بطريقة خاطئة فأنا لا أحتقر فئة البسطاء من عامة الناس ،ولكن أقصد عزيزي القارىء أن لا يجب أن تضع الكنيسة وإدارتها بين يد إنسان بسيط ويقود فئة من الشباب الجامعي والمتعلمين والمهندسين والأطباء وغيرهم فهذه الفئة لها أحتياجاتها التي يفرضها عليهم المجتمع من تقدم ثقافي وعلمي وحتى تقدم أجتماعي فلأبد أن تعي الكنيسة هذا الفارق الكبير بين هاتين الفئتين ، فهناك بعض الخدمات التي تتناسب مع هؤلاء البسطاء غير إدارة الكنيسة وقيادتها .
ولكن أريد أن أقول لك شيء مهم هنا هل من حل ؟ هل تقف المجالس الإدارية صامته أمام كل هذا التسيب والإنحطاط ،هل تفوق المجامع الكنسية ورؤساء المجامع من هذه الغفلة ولاسيما أننا في وضع صعب حيث تواجه كنائسنا كم من التحديات من تطور تكنولوجي وعالم الإتصال والإنترنت وشباب الاي فون والأس أم س ، ومازال المسؤلين على كنائسنا بوضع الأيد هم من لم يتعدوا المرحلة الإبتدائية من تعليمهم ، إلى متى تفقد كنائسنا جيل الشباب الذين هم كنيسة الغد وقادتها ؟
إلى متى يظل رؤساء المجامع واضعين رؤسهم بين أيديهم وجلسوا وراء مكاتبهم المزخرفة باجمل أنواع الرخام والتكيفات والسكرتير والسكرتيرة وتركوا الكنائس في هذا الوضع المشين ،
فأنا أرفع قبعتي أحتراماً وتقديراً لكل كليات اللاهوت الذين يهتمون بالناحية الثقافية والدرجة العلمية لطلابها لأنهم يعلمون أنهم سوف يقودون أجيال منهم الطبيب ،والمهندس ، والمعلم ، والشاعر ،والفيلسوف ،وهذا لايعني أحتقارهم لفئة متوسطي التعليم ولكن نضوج وعيهم لغد الكنيسة الذي أصبح في حالة يرثى لها .
أصرخ من كل قلبي هذه الصرخة التي صرخها الرجل المكدوني أعبروا إلينا وأعنونا ،أعبروا إلينا وأنقذوا شبابنا ،أعبروا إلينا وأنقذوا كنائسنا أوشكت أن تتحول إلى مستودعات لغاز البوتجاز ، بعدما فر الشباب ووقعت الكنيسة بسلطة من لا يعي السلطة ولا مفهوم القيادة الكتابية .
فرسالتي هي أولاً لرب هذه الكنيسة فالوضع أنت تعلمه جيداً والحالة تكشف نواياها ،
وإلى رؤساء المجامع تحركوا و ضعوا كنيسة المسيح الذي أئتمنكم عليها بين يدي جيل يقود الكنيسة للأمام وتحت أنظاركم
وإلى كل من يعرف الحق ويسكت عنه تكلموا وقولوا لكل هيرودس لا يحل لك ،
أخاف أن نبكي بدل من الدموع دماءاً ولكن بعد فوات الآوان عندما نصرخ أين شبابنا وكنائسنا .
وأخيرا بعد ما قرأت مقالي هذا ماذا يجب أن تفعل ؟؟
بقلم : قلب منكسر
أفضل وليم