محبة
عدد المساهمات : 6 تاريخ التسجيل : 19/04/2011
| موضوع: العيشة بالشفافية...د/ نبيل عجيب الثلاثاء أغسطس 09, 2011 11:55 am | |
| إن العيشة بالشفافية أمر ضروري لحياتك وعلاقاتك الشخصية داخل حيز أسرتك مع والديك وإخوتك، وفي الكنيسة مع أحبائك أو في المجتمع الذي تعيش فيه مع زملائك وجيرانك. الشفافية هي الشيء الشفاف الذي عندما يتعرض للضوء يمكن من خلاله الرؤية بوضوح، ولذا في العلاقات البشرية تستمد الشفافية معناها من المعنى المجازي في عالم الطبيعة فهي تعني الوضوح أو الخلو من التظاهر والادعاء أو الابتعاد عن الغموض.
عندما يقال عن شخص ما أنه يتصرف بشفافية هذا يعني أنه من السهل فهمه ف5هماً جيداً وأنه صريح وفي ذات الوقت هو صادق، عباراته مفهومة من الذي يسمعه ولا يحتاج كلامه إلى مذكرة تفسيرية، وبجانب كل ذلك أفعاله وتصرفاته لا تتناقض مع أقواله، وبعبارة آخري فإن حياة هذا الشخص عبارة عن كتاب مفتوح. النموذج والمثال الكامل لحياة الشفافية هو شخص الرب يسوع المسيح، الإنسان الكامل الذي عندما سأله الفريسيون وقالوا له من أنت؟ قال لهم" أنا من البدء ما أكلمكم أيضا به" أي أنا كل ما كنت أقول لكم دائماً، أنا هو كلامي وكلامي هو أنا، أي أنا هو ما أعلنته وصرحت به عن نفسي. تكلمت عن النور وأنا هو النور، تكلمت عن الحق وأنا هو الحق، وعن الحياة وأنا هو الحياة. وهكذا في الحياة المسيحية الصحيحة، الشفافية تعني أن التعليم الكتابي الصحيح الذي نتعلمه من كلمة الله وننادي به، نسلك بموجبه "فقط عيشوا كما يحق لإنجيل المسيح" (في27:1) أي نعيش الحياة المتوافقة مع تعاليم الإنجيل متمثلين بحياة المسيح. والرسول بولس كان مقداماً في هذا المجال ولذلك فهو الوحيد الذي قال كونوا متمثلين بي معاً أيها الإخوة (في17:3) لأنه كان متمثلاً بالمسيح وليس ذلك فقط بل يستشهد بالإخوة أن تعليم الإنجيل الذي كرز وعلم به وسلمه لهم عاش بموجبه على مرأى منهم فكتب لمؤمني فيلبي: " وما تعلمتموه وتسلمتموه وسمعتموه ورأيتموه في هذا افعلوا وإله السلام يكون معكم" (في9:4) وكتب أيضا لتيموثاوس قائلاً: "وأما أنت فقد تبعت تعليمي وسيرتي وقصدي وإيماني وأناتي ومحبتي وصبري"(2تي10:3). هذه هي الشفافية في أجمل وأروع صورها بين البشر، وفي أف8:5 يطلب الرسول من المؤمنين قائلاً: "اسلكوا كأولاد نور" والسلوك في النور يعني بشفافية. إن كانت الشفافية تعني عدم وجود تناقض بين القوال والأفعال فالمؤكد إن ما نقوله إنما يمتحن بما نفعله
وإن وجد تناقض فذلك يعني أننا نكذب وليس نعمل الحق "إن قلنا أن لنا شركة معه وسلكنا في الظلمة نكذب وليس نعمل الحق "(1يو6:1). ومرة أخرى في رسالة يعقوب يقول: "ما المنفعة يا أخوتي إن قال أحد أن له إيمان ولكن ليس له أعمال؟ هل يقدر الإيمان أن يخلصه" (يع14:2).
أرجو ان تلاحظ جيداً هذا المقطع الهام من كلمة الله، فالرسول لم يقل: "ما المنفعة إن قال الروح القدس أو قال الكتاب المقدس عن شخص أن له إيمان حقيقي بالمسيح" لكنه يقول: ما المنفعة إن قال أحد" أي هنا شخص قال عن نفسه وعندما امتحنت أقواله بأعماله ثبت بالدليل القاطع أن ادعاءه كاذب؛ لذلك هذا الادعاء لا يصلح أن يكون مسوغاً يخلص أو يبرر هذا الإنسان.
الشفافية تتطلب أولاً الصدق مع النفس وعدم محاولة خداع الآخرين وهي مسلك مسيحي أصيل يوطد العلاقة مع الله ومع الناس أيضا ولا سيما المؤمنين. كما قال الكتاب "ولكن إن سلكنا في النور كما هو في النور فلنا شركة بعضنا مع بعض" (1يو7:1).
أتمنى من كل قلبي مصلياً أن يعطينا الرب نعمة ومعونة لتكون الشفافية منهجاً وأسلوباً نعيش به وليست شعاراً نعلقه على صدورنا أو ننادي به بل نتمثل بسيدنا الذي قال عن نفسه "أنا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة" (يو12:8 ) وقيل عنه تاركاً لنا مثالاً لكي تتبعوا خطواته
عن مرجع ابعد الى العمق | |
|