د . عجايبى لطفى Admin
عدد المساهمات : 871 تاريخ التسجيل : 15/04/2011 الموقع : منتديات صوت الانجيل
| موضوع: الرد على شبهة:ان المسيح لم يكن يعرف اليوم والساعة فكيف يكون هو الله السبت يوليو 30, 2011 11:34 am | |
| الرد على شبهة:ان المسيح لم يكن يعرف اليوم والساعة فكيف يكون هو الله ان محاولة البعض في التشكيك بلاهوت المسيح او مساواته للاب في الجوهر هي محاولات قديمة يحاول كل من يريد اثباتها الاستناد على بعض النصوص من خلال اقتطاعها من سياق النص او من الاعلان الكتابي الكامل عن شخص رب المجد يسوع المسيح ومن هذه النصوص التي نحن بصدد الرد عليها هو ما جاء على لسان الرب يسوع في انجيل معلمنا مرقس والمتعلقة بمجيء الساعة ويوم الدينونة العظيم قائلا "«وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بها أحد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن.. إلا الآب فهنا وبحسب هذه الاية يدعي البعض بان المسيح يعلن لتلاميذه عدم معرفته لليوم أو لساعة مجيئه مما يدل على أنه ليس عالما بكل شيء وبالتالي ليس هو الله.وللرد على هذا الفهم الخاطئ نورد الحقائق التالية
اولا:-ان الذي يستشهد بهذا النص لم يلاحظ ان المسيح يعلن من خلال النص نفسه تفرده وسموه عن مستوى البشر والملائكة وهي الكائنات الوحيدة العاقلة التي خلقها الله
أ - البشر: في القول «وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بها أحد «أي أحد من البشر». ب - الملائكة الذين في السماء: في القول فلا يعلم بها ولا الملائكة الذين في السماء. ج-الابن: في القول فلا يعلم بها ولا الابن .فلو كان الابن في مستوى البشر وهو مجرد إنسان او حتى ملاك متجسد كما يعتقد شهود يهوه لكان وضع نفسه مع البشر او الملائكة وما كان انفرد بالقول ولا الابن».وهذا اعلان وضح وصريح بتفرده وتميزه عنها والا ما كان فصل نفسه عنها
ثانيا:-ان عدم الامانة في اقتطاع النصوص وعدم ربطها بالايات السابقة او اللاحقة يخلق هذه الاشكالية من سؤ الفهم والاستنتاج الخاطئ لان الرب يسوع وفي نفس الاصحاح والاية ٢٦-٢٧ يعلن قائلا"«وحينئذ يبصرون ابن الإنسان آتيا في سحاب بقوة كثيرة ومجد, فيرسل حينئذ ملائكته ويجمع مختاريه من الأربع رياح. من أقصاء الأرض إلى أقصاء السماء» (مرقس26:13, 27). فان كان يعلن بانه سياتي من ذاته بقوة ومجد وليس سيرسل من الاب وانه يقول عن الملائكة بانها ملائكته وهي تاتمر بامره فكيف إذا لا يكون المسيح لا يعلم باليوم او الساعة؟؟؟.ا
ثالثا:-علينا عندما ندرس الاناجيل ان نفهم الزاوية التي يركز عليها كاتب الانجيل في شخصية المسيح .فالبشير متى يكتب انجيله لليهود ويتحدث عن المسيح بصفته ملك اليهود المنتظر ومن نسل داود لذلك يبدء انجليه مقدما داود على ابراهيم قائلا"كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم "لانه يريد ان يتحدث عن المسيح الملك الذي اتىليملك ولا يكون لملكه نهاية تحقيقا لنبؤات العهد القديم الملك "وهذا واضح في نبوّة إشعياء النبي الفائل " ويكون في ذلك اليوم أن أصل يسى القائم راية للشعوب، إياه تطلب الأمم، ويكون محله مجدا(أشعيا11/10). لذلك نجد وهذه ملاحظة في غاية الاهمية ان البشير متى عندما يتحدث عن نفس الحادثة التي ذكرت في انجيل مرقس يستثني عدم معرفة المسيح قائلا"وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد، ولا ملائكة السماوات، إلا أبي وحده"(متى ٢٤/٣٦) لماذا ؟ لان متى يتحدث عن المسيح بصفته ملك الملوك والذي سيملك على بيت يعقوب الى الابد ولن يكون لملكه نهاية وبالتالي يجب ان يكون له معرفة اكيدةباليوم والساعة.
اما في انجيل مرقس فالامر مختلف تماما لان مرقس في انجليه الذي كتبه لرومان يركز على المسيح بصفته الخادم الذي جاء ليتمم ارسالية سيده وان يفعل مشيئته بكل سرور ورضى لذلك لا يذكر للمسيح سلسلة نسبكمتى ولوقا لان لا احد يهتم بتاريخ ميلاد العبيد ومفتاح انجليه هو «لأن ابن الإنسان لم يأت لي خدم بل لي خدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين» (مرقس45/10) .وارسالية المسيح كالعبد البار من سيده كانت اعلان شخصة ومحبته وفداء لهم وليس اخبارهم بموعد انتهاء الزمن وبالتالي لم يكن من صميم عمله اعلانها مع انه المساوي لاب في الجوهر. ولكي ازيد الصورة ايضاح دعوني اضرب المثل التالي لو قام احد الملوك بتعين ابنه الوحيد والوارث للعرش وزير خارجية لحكومته فهل من حقه كوزير للخارجيه ان يكشف الاسرار الخاصة بالملك والتي كان يطلعه عليها بصفته ابنه الوحيد وولي عهده ام انه ملتزم بحكم وظيفته كوزير للخارجيه وليس كابن للملك بالقيام بتنفيذ فقط الواجبات الصادرة لوزارته من قبل مجلس الوزراء. هكذا المسيح ايضا مع انه سيد الخليقة ومصدر وجودها لانه به كان كل شيء وبغيره لم يكن شيء مما كان اخلى نفسه اخذا صورة عبد صارا في شبه الناس وبصفته في مقام العبد فما كان ليبلغ أحدا بشيء إلا ما يكلف به من قبل الله سيده وبالتالي هو لا يعرف اليوم او الساعة او بمعنى اصح ليس من صميم اختصاصه كعبد اعلانها. اما الايات التي تعلن اخلاء المسيح لنفسه ليصير في مقام العبد ويكون مشاركا لنا في كل شيء كثيره اذكر منها ما جاء بالروح القدس على لسان اشعياء النبي ٤٩"الرب من البطن دعاني من أحشاء أمي ذكر اسمي. وجعل فمي كسيف حاد في ظل يده خبأني وجعلني سهما مبريا في كنانته أخفاني وقال لي أنت عبدي إسرائيل الذي به أتمجد".ويعود ويكرر نفس هذه الحقيقة في ذات الاصحاح"هوذا عبدي يعقل يتعالى ويرتقى ويتسامى جدا كما اندهش منك كثيرون, كان منظره كذا مفسدا أكثر من الرجل وصورته أكثر من بني آدم. هكذا ينضح أمما كثيرين من أجله يسد ملوك أفواههم لأنهم أبصروا ما لم يخبروا به وما لم يسمعوه فهموه".
وخلاصة القول إن هذه الاية جاءت في بشارة معلمنا مرقس الذي يعلن فيه المسيح في صورة الاتضاع لا كالإنسان فقط, بل كالعبد أيضا ومن المعروف أن العبد لا يعلم ما يعمل سيده, لذلك لا عجب في القول «أما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بها,ولا الابن». الرب يبارككم ويعطينا بصيرة روحية لكي نعرف الحق ونسلك فيه ونحن في الحق في ابنه يسوع المسيح هذا هو الاله الحق والحياة الابدية.امين
بقلم القس عامر حداد | |
|