الطريق ..... أماكن محجرة .... أشواك.... و أرض جيدة .... بحثت كثيرا عن حياتى بين هؤلاء .... أين هى ؟! و كنت حينا.. أجدها طريق ....تسمع و لكن لا تفهم بل لا تريد أن تفهم .... فلا تثبت الكلمة .. بل تذهب لمن يريد أن يفهمها ...و حينا ..أجدها أماكن محجرة ... تسمع و لأنها فى حالة نفسية
مفرحة فتقبل ما تسمع بل و تتخذ قرارا بصنعه... و حين تواجه أرض الواقع تعثر .. فتكتشف أنها ليس بها أساس تستطيع الاستناد عليه ..... و حينا أخر.. أجدها أشواك .. تسمع .. و تقتنع و تتخذه مبدأ لها... و لكن تصتدم بمبادئ العالم بل ما فى العالم يخنقها فتتخلى عما أمنت به و تصير بلا ثمر و حينا أخر.. أجدها أرضا جيدة .... تسمع ... و تفهم ... و تدرك كيف تطبق على أرض الواقع ..وتفرق بين مبادئها و بين مبادئ العالم المصدمة .. لأنه يوجد أساسا داخلها تستند عليه حين يحاول العالم أن يعثرها .... فتأتى بثمر بعض مئة وأخر ستين و أخر ثلاثين... ثم أجدها اصبحت مرة أخرى طريق ... ثم أماكن محجرة ... ثم أشواك ... فأرضا جيدة من جديد .... تحيرت داخلى .. كيف لها أن تصبح كل هؤلاء طوال عمرها .. كيف لها أن تتجول دون أن يكون لها مأوى تسكن اليه .... كيف بعد أن تصبح جيدة ... تختار بنفسها أن ترجع الى الطريق أو الاشواك أو الاماكن المحجرة .... فعلمت أن هذه هى الحياة حياة الانسان, و ليس حياتى انا فقط ..... لا ثبات ... و لا مأوى .. بل حين تصبح جيدة عليها أن تختبر الطريق و الاماكن المحجرة و الاشواك كى تصبح جيدة مرة أخرى ...
أيقنت أنه بدون الطريق ... الاماكن المحجرة الاشواك .. لن تصبح أبدا جيدة ... بدون أن تختبر مرارة البعد ... لن تريد أن تكون قريبة .... فصليت أن تطول فتراتها و هى جيدة ... و تقصر فترات بعدها ..... هذه هى الحياة