حديقة حياتى .... د/سيلفى عزت

يُحكى أن هناك رجلا أقتنى قطعة من الارض قرر أن يجعلها حديقة ... وذهب يبحث عما سيزرعه بها .. وفى سيره .. رأى حقلا من الاشواك ولاحظ كثرتها وكبرها .. علم أن زراعته لا تستهلك وقت ولا جهد بل هى فى منتهى السهولة والسرعة تنمو وتكبر ... فقرر أن يدخل ليأخذ منها بذارا يزرعها فيما قرر أن تكون " حديقة " ... من المؤكد أن الجميع سيقول .. ياله من رجل غبى ... كيف يحول حديقته الى أشواك ..؟؟! كيف يستغنى وبهذه السهولة عما أمتلكه وله حرية بناءه ..... ولكننى وجدت أننا كثيرا مانفعل هذا بحديقة حياتنا ...فبداخل كل منا مكان صغير لا يمتلكه أحد سوى صاحبه ... وليس لأحد سلطة أو قرار عليه الا مالكه... وهذا المكان رغم أنه صغير ولكن به يحيا كل انسان ... به يتحرك ويكون ... منه تخرج مخارج الحياة .... انه .. حديقة حياتنا .. ولكن مالذى سنقوم ببذره فى هذه الحديقة ... كيف سننسقها ونرتبها فتترتب معها كل الحياة ..؟؟!!ان رأينا أن القلب هو هذه الحديقة .. فالافكار ستكون هى البذور .. وذهنك هو المصدر الوحيد لرى هذه الحديقة ... فما تختار أن تفكر فيه سيثمر يوما بحديقة قلبك .. وان أردت أن تجعلها حديقة جميلة لها معنى وتعطى حياة , فعليك أولا أن تنتقى بذارها من أفكارك ... عليك أن تنقى ذهنك وتنظم أفكاره ... كل حديقة تحتاج الى قلع وهدم وازالة قبل بذر البذار.... تحتاج الى قلع كل الحشائش التى لا تُفيد... وهدم كل الحواجز التى تُعيق ..وازالة كل
الرواسب التى تعطل النمو وتُميت الحياة ....وحديقة حياتك أيضا تحتاج الى قلع كل أفكار لا تبنى الحياة ... تحتاج الى هدم كل الافكار التى تُعيق تعاملاتك وتواصلك مع الاخر ... وتحتاج الى ازالة كل الافكار تعطل نموك بل وقد تسبب رجوعك للخلف ... وحين تنتهى من كل قلع وهدم وازالة تستطيع أن تبحث
عما ستبذره ... وسيكون بقرارك ... فأيهما ستختار ...أن تبذر الحب أم الانانية والعناد ...أن ينمو فى حديقة حياتك النجاح أم الفشل والتراجع والاستسلام....أيهما تختار أن تزرع كل خير ...كل حق وجليل وعادل ... كل طاهر ومسر ... كل فضيلة ومدح ..كل ماصيته حسن .... أم تساند الشر ... النجاسة والشهوة الردية ... الطمع والخبث والغضب والسخط ... التجديف والكلام القبيح ....؟!!! قد ترى أن أفكار الكره والفشل.. أن أفكار الشرور هى الاسهل بل هى السائدة ... وقد تظن انها لاتحتاج الى هذا العمل والجهد ... تراها فى سهولة وسرعة تنمو وتكبر ... ولكن أحذر لأنك ستكون رجل غبى ... ستكون قد حولت حديقتك الى اشواك ....هل سترضى بأن تخرب مكانك الصغير الذى امتلكته...الذى أُعطيت لك وحدك سلطان بناءه ... ان كنت لاتعلم كيف تجعله حديقة ...هناك من ينتظر أن تطلب منه المساعدة ... يوجد من يريد ويستطيع خلق أجمل حديقة بقلبك ...هوذا واقف على الباب ويقرع ... يريد أن يهبك روحه القدوس به تتنقى أفكارك وينتظم ذهنك ... به ستوجد فى قلبك أجمل حديقة .. تستطيع أن تعطى أحلى حياة ...!!لا تحوّل مكانك الصغير الى أشواك ... لاتفسد مايستطيع أن يعطى حياة ... لتذكر دائما أنه
" فوق كل تحفظ أحفظ قلبك لأن منه تخرج مخارج الحياة "