ذبيحة التسبيح - واتشمان نى

الكتاب المقدس يعطى اهتماما كبيرا للتسبيح سنجده موضوعا مكررا بكثرة فى صفحات الوحى وخصوصا سفر المزامير ولكن لابد ان نلاحظ ان سفر المزامير لا يحتوى فقط على عبارات التسبيح بل ايضا على العديد من عبارات الالم والمعاناة الله يريد ان يعلن لنا ان الاشخاص المسبحين هم نفس الاشخاص الذين
اجتازوا مواقف التجربه وجرحت مشاعرهم وتالمت .هذه المزامير ترينا رجالا قادهم الله خلال ظلال الموت .لقد رفضوا وافترى عليهم واضطهدوا ومع ذلك رفع كل هؤلاء المتالمون تسبيحات رائعة لله...ان عبارات التسبيح لا تخرج فقط من افواه المستريحين الذين تسير مراكبهم بسلاسه على سطح المياة الهادئة بل هى
تخرج اكثر جدا من افواه الساقطين تحت ثقل الامتحان .فى سفر المزامير نستطيع ان نتلامس مع الكثير من المشاعر المجروحه الا اننا فى نفس الوقت نستطيع ان نستمع لاعذب واسمى التسبيحات . ان الله يستخدم الكثير من الضيقات لكى يضع تسبيحا فى افواه شعبه وكثيرا ما اجازهم فى ظروف صعبة لكى يعلمهم كيف
يسبحونه دائما حتى فى قلب الضيق..ليس اكثر الناس سعادة هم دائما اصحاب اسمى التسبيحات ان اسمى التسبيحات تصدر غالبا من هؤلاء الذين يعبرون خلال الضيق وهذه النوعية من التسبيح هى الاكثر ارضاءا لله ونوالا لبركته!!ان الله لا يريدنا فقط ان نسبحه عندمت نكون على قمة الجبل معينين الارض الموعوده بل
يرغب فى ما هو اكثر جدا من ذلك انه يريد ان يسبحه شعبه بينما هم يعبرون وادى ظل الموت هذا هو التسبيح الحقيقى المرضى لله
(طبيعة التسبيح)-لابد ان نفهم طبيعة التسبيح كما يراها الله ان طبيعة التسبيح هة تقدمة او ذبيحة اى ان التسبيح لابد ان يصعد لله من وسط نيران المذبح من قلب الالم والضيق (فلنقدم به فى كل حين ذبيحة تسبيح اى ثمر شفاه معترفه باسمه)"عب13: 15)
ما هى الذبيحة؟ الذبيحة هى تقدمة لله والتقدمة تعنى البذل والخسارة فالشخص الذى يقدم تقدمة يخسر لانه يعطيها لله ولا يمكن ان يستردها مرة ثانية فاذا كنت تمتلك كبشا وقدمته لله فهذا يعنى انك خسرته ان تقدمة اى شئ تعنى انك لا تاخذ شيئا بل تخسر شيئا ان التسبيح الذى لا يكلفنا شيئا لا يمكننا اعتباره ذبيحة بكلمات اخرىنقوا ان الله يمسك بالسكين ويمدها على الذبيحة انه يشق الانسان بغمق وفى ذات الوقت نجد هذا الانسان يقدم لله الشكر والتسبيح !! المعاناة اثناء رفع التسبيح هى التى تجعل من التسبيح ذبيحة وتقدمة والله يسر بهذه النوعية من التسبيح ينبغى الا نسبح الله فقط عندما نختبر المكسب رغم ان التسبيح المقدم كنتيجة المكسب يعتبر تسبيحا الا انه لا يعتبر ذبيحة او تقدمة لان قانون الذبيحة يستلزم تضحية وخسارة . التقدمة تحمل فى طياتها
عنصر الخسارة والله يريدنا ان نسبحه من وسط خسارتنا. وهذا يصنع ذبيحة حقيقية.........
اعداد د/عجايبى لطفى عن كتاب التسبيح وعمل الله - واتشمان نى