د . عجايبى لطفى Admin
عدد المساهمات : 871 تاريخ التسجيل : 15/04/2011 الموقع : منتديات صوت الانجيل
| موضوع: الشــــــر ..... خيــــرآ ( دكتورة سيلفى عزت) الخميس مايو 05, 2011 3:16 pm | |
| صراعا لن يزول إلا بزوال هذه الحياة... الخير و الشر... هذه الثنائية التي لن تستطيع التوحد أو التصادق أبدا... ففي هذا العالم لا يشغلنا سوى هذا الصراع .... رغم أن نتيجته معلنة سابقا... معروفة لدى جميعنا ... انه لا انتصار سوى للخير... و لكن تكون الصدمة حين ينتصر الشر مؤقتا .. حين يتسيد الموقف ظاهريا إلى أن يأتي خصمه المنتصر واقعيا... و لكنى أرى انه صراع من طرف واحد... إذ أن الخير لا يتصارع كي ينتصر و لكنه الشر من يحارب كي يتسيد... يصارع لأنه يعلم انه لا مكان له بل لا وجود له في وجود الخير...!! و داخل هذا الإنسان , المعقد التكوين , لا يزال الصراع قائما ..... فبداخل كل منا هذه الطاقة من الخير ... مقابل طاقة لا يستهان بها من.. الشر.. فلتبحث معي منذ بدء الخليقة... خلق الله ادم و وضعه حيث لا يوضع بشر.... و لكن الشر الذي بداخله جعله يتمرد و يريد الأفضل ... ثم أتى قايين و أراد أن يكون الأفضل فقتل أخاه , المقاسم الوحيد له للحياة .... و جاء نوح يحارب من اجل نشر الخير.... أراد للجميع , دون نفسه , الأفضل .. و لكن الجميع بمشيئتهم اختاروا ما لا يفهموه.... و في جهلهم , بل في شرهم , انهوا حياتهم .... و ها هو إبراهيم يدبر أموره بطريقته, و يتخلى عن الله.... و يوسف يحسد من إخوته و يسير في الآلام ... و يأتي موسى ليتعذب بسبب الشعب , بسبب شرور الشعب , و من بعده يشوع فصموئيل ..... و يستمر الصراع بل يشتد ... قبلا كان يؤثر على فردا واحدا .... و لكن حين تكثر الأفراد ..يعم التأثير .. فتتوالى الملوك... من كان صالحا فأصلح .... و من كان شريرا فذهب بالجميع إلى الشر... و يحتدم الصراع على أشده ... فحتى الأنبياء الذين أرادهم الله أن يكونوا خيرا للجميع..... لم يستطيعوا مقاومة هذا الصراع بل و استسلموا له في فترات حياتهم...!!!! كان لابد أن يأتي شخصا.... لا ليضع حدا للصراع .... بل ليجعل الصراع واضح المعالم ...... فأتى يسوع ليبين مفهوما جديدا لا تستطيع عقولنا الشريرة أن تستوعبه , فأعطى عقلا بل قلبا جديدا يفهم كيف يمكن أن يتحول الشر بداخلنا إلى خير للجميع..... أتى ليرسى مبادئ لا تدعو فقط للخير , بل قادرة على تحويل الشر إلى خير ... أتى ليقول أن كل الأشياء, شرا كانت أم خيرا, تعمل معا للخير للذين يحبون الله الذين مدعون حسب قصده... أتى ليثّبت الإيمان الذي يؤمن بوجود الخير ... الرجاء الذي يرجو استمرار الخير .... و المحبة التي تصنع الخير ...!! يجب علينا ألا ننكر وجود طاقة الشر داخلنا ..... بل علينا أن نعترف بقوتهاو نقر بسلطتها... و لكننا علينا أن ندرك أنها قوة الله فقط التي تستطيع أن تقاومها بل و تنتصر لتظهر الخير الذي يريده الله أن يكون.... و طالما أعطانا الله هذا القلب الجديد فلنثق أن لنا هذه القوة منه, لان داخل القلب ليس أرواحنا نحن بل روحه هو... لنتيقن بأننا قادرون على فعل الخير برغم ما نمتلك من شر .. ليس بقدرتنا و لكن بقدرة من بداخلنا ... روح الله, الروح القدس, الذي يريد للشر أن يصبح..... خيرا ...!!!! انه اختيارنا .. فبداخل كل إنسان هذا الشر و بداخله أيضا الخير ... و لكنه اختيار كل إنسان .... كل منا يحتاج في وقت ما أن يخرج ما بداخله من شر حتى يتنقى الخير .... و لكن الأهم هو .... كيف يظهر هذا الشر ..... خيرا
بقلم د/ سيلفى عزت
| |
|