انت مخطئ يا..... رسالة الى باراباس!! تقديم دكتورة سيلفى عزت

كانت تلك هي الجملة المدونة خارج الظرف المرسل اليّ ،،، كان مكتوبا من الخارج

اسم الراسل : الاب المحب

المرسل اليه : باراباس

عنوان الراسل : كل مكان

عنوان المرسل اليه : كان عنواني انا !!!

وهنا تسألت لماذا كل هذه المغالطة ،،، لا يوجد احد هنا باسم باراباس ولكن العنوان صحيح عنواني حقا ،،، دفعني حب الفضول لان افتح الجواب واري ما داخله ...

فتحته وقد كان مكتوبا في مقدمة الجواب عبارة تحمل تلك الكلمات " انت مخطئ يا باراباس " قلت اذا لست انا ولكني قررت ان استكمل قراءة الجواب لعلي افهم سبب الخطئ ...

وهنا بدأت القراءة :

باراباس دعني اوضح لك :

- ان كنت تظن انك مطلق السراح حرا لسبب عمل صالح ما عملته فانت مخطئ لان ليس هناك اي عمل يمكن ان يكفر عن خطأ او جريمة ارتكبتها قبل ذلك ،،، لا تظن ابدا ان الحسنات يذهبن السيئات كما قال البعض ولا وجودك في اماكن العبادة ولا كثرة ذبائحك وعطاياك قادرة ان تكفر عن اخطائك مهما كانت اعمالك الصالحة كلها كثوب اكله العث ...

- وان كنت تظن نفسك خارج السجن لانك افضل من يسوع الناصري الذي اسلم عوضا عنك فدعني اقول لك لا ،،، انت ايضا مخطئ في ذلك لانه ليس هناك افضل من يسوع علي الاطلاق هو وحده بلا خطية ولا يعرفها ولا يوجد فيه اي شر ...

- اما بخصوص المحاكمة فدعني اقول لك ان كنت تظن ان الناس احبتك افضل من يسوع لانهم هتفوا ليس بل باراباس فهذا قمة الكذب والتزوير لان يسوع شفي مرضاهم واقام امواتهم اما انت فقد قتلت اولادهم وسرقت ممتلكاتهم ،،، فتلك كانت قمة الخديعة والتزوير ،،، ابدا لم يحبك الناس اكثر ولم يشهدوا لك ،،، بل خوفا من رؤساء مزيفين قالوا ذلك

- اما من جهة الحكم الذي اقره بيلاطس فتلك ايضا خدعة اخري فعلها بيلاطس نفسه مع انه كان يعرف الحقيقة ،،، انت اخطر من يسوع علي ولايته ،،، يسوع اشبع الجياع ،،، شفي المرضي ،،، اقام الموتي ،،، فك قيود ،،، علم عن التواضع والمحبة ،،، التي لم تعيشها انت ولو لمرة في حياتك ،،، انت الاخطر وليس هو ،،، ولكن بيلاطس تناسي ذلك ليسترضي البعض ولكنه اختار بطريقة غير مبرره صلب يسوع واطلاقك انت

ولكن حقيقة الامر هي كالاتي :

- انت خارجا لان ابني الحبيب يسوع رضي بارادته ان ياخذ مكانك ،،، لم يجبر ولم يحكم عليه احد ولكن محبته دفعته لذلك ،،، احبك الي المنتهي وقدم ذاته عوضا عنك ،،، واني ارسل لك الان لتعرف الحقيقة لعلك تفوق من افعالك الغير مبرره وتعرف ان المحبة فقط هي السبب في ما انت فيه وتدرك ان لطفي من جهتك فقط لتتوب وترجع عن طريقك ... ولتكف عن كل بر ذاتي زائف تعيشه امام الناس وكل عبادة شكلية تقدمها دون روح ،،، اتدرك انك مازلت تخطئ وليس من حقك ان تحكم علي الاخرين ،،،وتعلم ان حكم الاخرين اي كان منصبهم ليس بالضروري ان يكون صحيحا ولكن حكمي انا فقط هو الصواب ،،، وتعلم ان هتافات الناس لا تفيد فهي ليست من تقول ابدا انك على صواب ام خطأ ... فقط المحبة والنعمة التي تقبلها وتعيشها هي وحدها قادرة ان تغيرك لتكون حقا حرا دون قيود ...

توقفت قليلا قبل ان استكمل قراءة الرسالة ... وراجعت نفسي اليس كل هذا افعله انا :

- كثيرا ما كنت اظن نفسي افضل من الاخرين ولكني لست كذلك

- كنت اتمسك بالعبادة الشكلية ولكني كثيرا ما كنت اغفل عمق العلاقة الحقيقية مع الله

- كنت اهتم بحكم الناس ولم اضع في حساباتي حكم الله

- كنت اتخذ قراراتي بما اتخيله انا وليس في قانون المحبة بما يريده الله

- كانت لي صورة التقوي ولكني انكر قوتها

- كثيرا ما قال عني الناس اني متدين وفي الواقع كنت مستعد لان اتنازل عن كل هذا لأصل لأهدافي أو لمجرد عادات تعودت عليها

- كثيرا ما استمعت لهتافات مزيفة قالها البعض عن اخرين ولم اعطي فرصة لروح الله ليعمل فيّ واعرف حقيقة الامر من وجهة نظره

- وكثير جدا من الأخطاء والمفاهيم الخاطئة التي عشت بها ......

انا حقا باراباس ،،، لم يخطئ الراسل كما كنت اظن ولكنه انا بل واكثر ،،، امتلأت عيناي دموعا ولكني اكملت الرسالة ،،،

كانت نهايتها مكتوبا فيها : هناك مكان لك لاني مازلت فاتحا زراعي لاني صلبت هكذا بدلا عنك ،،، اقبلك كما انت ،،، لأني دفعت الثمن ،،، هل تقبل ؟؟؟ هذا قرارك
الراسل الأب المحب
دكتورة سيلفى عزت