د . عجايبى لطفى Admin
عدد المساهمات : 871 تاريخ التسجيل : 15/04/2011 الموقع : منتديات صوت الانجيل
| موضوع: 5- اولاد الله احتياجاتهم ومسئولياتهم الإثنين أبريل 18, 2011 9:49 pm | |
| اولاد الله احتياجاتهم ومسئولياتهم
أولاد الله إنه أول وأعز لقب تخلعه كلمة الله على الإنسان الخاطئ عندما يقبل بالإيمان بقلبه الرب يسوع المسيح مخلصاً شخصياً له، ويعترف به بفمه رباً، أي يُقرّ بسيادته على حياته.«وأما كل الذين قبلوه (المسيح) فأعطاهم (الله) سلطاناً (أي منحهم الحق) أن يصيروا أولاد الله (أي يتبوأوا مكانتهم كأولاد الله)، أي المؤمنـون باسمـه»(يوحنا 12:1).ولقب أولاد الله يُعبِّر عن المحبة والحنان والمودة التي في قلب الله من نحو المؤمنين، الذين ارتبطوا به في علاقة خاصة، وهو يُنسَب إلى الثلاثة أقانيم:
- الآب: كما عبَّر يوحنا قائلاً: «انظروا أية محبة أعطانا الآب حتى نُدعَى أولاد الله» (1يو 3:
خاطب تلاميذه في العلية قائلاً: «يا أولادي أنا معكم زماناً قليلاً بعد
- (يوحنا 13: 33)، أي "يا أحبائي". وهي ذات الكلمة التي قالها للتلاميذ علن
- بحر طبرية بعد القيامة: «يا غلمان» (يو 5:21)، وتعني أيضاً "يا أحبائى
- الروح القدس: «الروح نفسه يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله» (رو 8: 16).
في هذا المقال نتكلم بمعونة الرب عن ثلاثة أمور خاصة بالولادة من الله:
- أساس ومصدر الولادة
حتمية الولادة
- كيفية الولادة
اولا : اساس ومصدر الولادة:-
- مشيئة الله:
- «شاء فولدنا بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه» (يع 1: 18)، وأيضاً
- يوحنا 1: 12، أي مشيئة الله، وليست مشيئتنا أو مشيئة غيرنا. إنه قصد الله
- الأزلي من جهتننا
- رحمة الله:
- «مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح، الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية
- لرجاء حي» (1بط 1: 3)؛ أي ليس استحقاقنا بل احتياجنا. إنها الرحمة الكثيرة
- التي واجهت حالتنا التعيسة في الخطية حيث كنا أمواتاً وبلا رجاء.
- محبة الله:
- «انظروا أية محبة أعطانا الآب حتى ندعى أولاد الله!»(1يو 3: 1)؛ أي محبته
- لنا وليس محبتنا له. لقد سُرّ بأن يُغدق علينا عواطف أبوته.
- وفي حديث الرب مع نيقوديموس، الوارد في الأصحاح الثالث من إنجيل يوحنا، نجد الأمرين الثاني والثالث.
ثانياً: حتمية الولادة من الله:قال الرب لنيقوديموس: «الحق الحق أقول لك: إن كان أحد لا يُولَد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله»، وأيضاً «ينبغي أن تولَدوا من فوق» (يو 3: 3، 7). بالنسبة لهذا الأمر يتفق جميع المسيحيين بأن هناك ضرورة حتمية لأي إنسان أن يُولَد من الله لكي يصبح من أولاد الله. فالإنسان الطبيعي له طبيعة فاسدة موروثة من آدم بعد السقوط بالتسلسل الطبيعي. وهذه الطبيعة لا تتحسن. ولهذا ينبغي أن يولد ولادة جديدة من الله ليحصل على طبيعة جديدة وحياة جديدة مصدرها الله.ثالثاً: كيفية الولادة من الله:«إن كان أحد لا يولَد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله» (يو 3: 5). الماء هو رمز لكلمة الله، فالأدلة الكتابية لهذا التفسير هي كالتالي:
- «يهطل كالمطر تعليمي ويقطر كالندى كلامي» (تث 2:32).
- «مطهراً إياها بغسل الماء بالكلمة» (أف 26:5).
- «وأرش عليكم ماء طاهراً فتطهرون من كل نجاساتكم .. وأعطيكم قلباً جديداً .. » (حز 25:36 - 27).
- يقول الله للخطاة: «أميلوا أذانكم وهلموا إليَّ، اسمعوا (كلامي) فتحيا
- أنفسكم .. لأنه كما ينزل المطر والثلج (الماء) من السماء ولا يرجعان إلى
- هناك، بل يرويان الأرض ويجعلونها تلد وتنبت.. هكذا تكون كلمتي التي تخرج من
- يقول يعقوب عن الله: «شاء فولدنا بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه» (يع 1: 18).
- ويقول الرسول بولس للمؤمنين الذين بشرهم بالإنجيل في كورنثوس: «لأني أنا ولدتكم في المسيح يسوع بالإنجيل (كلمة الله)» (1كو 4: 15).
- ويقول الرسول بطرس عن المؤمنين: «مولودين ثانية، لا من زرع يفنى (رزع
- البشر)، بل مما لا يفنى، بكلمة الله الحية الباقية إلى الأبد» (1بط 1: 23).
- من هذه الشواهد الكتابية نرى أن الماء رمز للكلمة، وأن الولادة الجديدة تتم بواسطة الروح القدس والكلمة.
احتياجات أولاد الله إن الأطفال في عائلة الله يحتاجون إلى أشياء أساسية في حياتهم الروحية لنموهم. فهم يحتاجون على سبيل المثال إلى:1- الأمومة في رقتها ولطفها ، وفي عطفها وحنانها، وفي عنايتها ورعايتها. ونجد هذا الأمر واضحاً جداً في خدمة الرسول بولس إذ يكتب للمؤمنين في كنيسة تسالونيكي الذين كان عمرهم في الإيمان حوالي ثلاثة أشهر فقط. كتب يقول: «بل كنا مترفقين في وسطكم كما تربي المرضعة أولادها، هكذا إذ كنا حانين إليكم، كنا نرضى أن نعطيكم، لا إنجيل الله فقط بل أنفسنا أيضاً، لأنكم صرتم محبوبين إلينا» (1تس 7:2، . وكم ينقصنا في اجتماعاتنا مَنْ يحنو على النفوس ويترفق بها، مَنْ يُرضِع ويُغذي، مَنْ يُربّي ويعزز ويدلل، مَنْ يرعى ويهتم ويسهر على راحة وسلامة النفوس. هذه هي الأمومة الروحية.2- الأبوة التي تحث وتشجع وتنصح وتعطي المشورة الصحيحة والتوجيه السليم. الأبوة عاطفة تربط الأب بأولاده. وهكذا كان الرسول بولس أيضاً. فقد كتب للمؤمنين في كورنثوس يقول: «كأولادي الأحباء أنذركم. لأنه وإن كان لكم ربوات من المرشدين في المسيح، لكن ليس آباء كثيرون. لأني أنا ولدتكم في المسيح بالإنجيل. فأطلب إليكم أن تكونوا متمثلين بي» (1كو 14:4 - 16). فالأبوة أيضاً تتضمن القدوة. كما أن لها مهابة وهي مزيج من الحب والحزم في آن واحد. وقد كتب أيضاً الرسول للمؤمنين في تسالونيكي قائلاً: «كما تعلمون كيف كنا نعظ كل واحد منكم كالأب لأولاده، ونُشجعكم، ونُشهدكم لكي تسلكوا كما يحق لله الذي دعاكم إلى ملكوته ومجده» (1تس 11:2، 12). وعندما تتوفر هذه الروح وهذا التوجه في الخدمة وفي مَنْ يخدمون فلن يحدث النفور ولن يهجر الشباب الصغير الاجتماعات، بل سيتجابون بسرور من القلب مع هذا النصح الأبوي حتى لو كان معاكساً لرغباتهم وأفكارهم نظراً لاختلاف الأجيال.3- يحتاجون إلى الطعام. هذا ما أشار إليه الرسول بطرس بالقول: «وكأطفال مولودين الآن، اشتهوا اللبن العقلي العديم الغش لكي تنموا به (للخلاص)» (1بط 2:2). إن اللبن هو كلمة الله في أبسط صورها التي تُقدِّم لأولاد الله الحقائق الأساسية للإيمان المسيحي. والطفل في الحالة الطبيعية له شهية مفتوحة للرضاعة. وهكذا كل المولودين من الله يحتاجون إلى الكلمة التي تغذِّي وتنمي. وإلى مَنْ يقدم لهم هذه الكلمة في الصورة التي تناسب حالتهم وحاجتهم. ومع الأيام سيحدث النمو ويستطيع الشخص أن يستوعب الطعام القوي والأمور العميقة في الكلمة ويتلذذ بها. ومع النمو سيتغير وتسقط الصغائر تلقائياً من حياته ويتخلص من سلبيات الطفولة.(4) يحتاجون أن يشعروا بالقيمة والمكانة والقبول. وقد أثبتت التجارب أن الشاب الصغير عندما يلقى تشجيعاً وترحيباً سيخطو للأمام روحياً بشكل أفضل جداً، ويبذل كل نشاط واجتهاد ليكون تقدمه ظاهراً في كل شيء. وعلى كل مَنْ يخدم في هذا السن مراعاة ذلك. إن الصد والاستهجان وإشعار الشخص بالرفض والنبذ قد أعثر وفشَّل الكثيرين في بداية الطريق. وكم نحتاج إلى اتساع الأحشاء لقبول الصغار بضعفاتهم واحتمال نقائصهم، ومدح ما هو حسن ومميَّز فيهم لكي نربحهم، ونشعرهم أنه يُرجى منهم كل الخير وروح الله يستطيع أن يعمل فيهم وبهم.ومع هذا يجب ألا نتطرف ونغالي في التشجيع لئلا يرتئي الشخص فوق ما ينبغي أن يرتئي، ويكبر في عيني نفسه. وبهذا نكون قد أفسدناه وألحقنا به ضرراً بالغاً أدى إلى تشوه في كيانه الروحي. وهذا ما حدث مع البعض الذين يعانون ونعاني منهم .إن التشجيع المتوازن هو المطلوب لكي لا يفشل الشاب الصغير ولا يغتر، بل ينشأ في جو روحي صحي. ينمو النمو الطبيعي وتغرس فيه من الصغر روح الاتضاع والطاعة واحترام المرشدين روحياً الذين علموه وكانوا قادة وقدوة أمامه. 5- يحتاجون إلى الثبات. إن الأطفال في بداية الطريق معرضون إلى أن يكونوا مضطربين ومحمولين بكل ريح تعليم (أف 4). وخبرتهم قليلة في امتحان وتمييز الأرواح هل هي من الله؟ ويحتاجون إلى تثبيت أقدامهم على صخرة الحق والتعليم الصحيح وأن يبنوا أنفسهم على الإيمان الأقدس رغم انتشار الضلالات (يه 20). ويكتب الرسول لتلميذه تيموثاوس قائلا: «اثبت على ما تعلمت وأيقنت، عارفاً ممن تعلمت» (2تي 14:3). ويكتب للمؤمنين في كولوسي قائلاً: «إن ثبتم على الإيمان، متأسسين وراسخين وغير منتقلين عن رجاء الإنجيل» (كو 23:1)، وأيضاً «متأصلين ومبنيين فيه، وموطدين في الإيمان» (كو 7:2). وكذلك يكتب الرسول يوحنا قائلاً: «ما سمعتموه من البدء فليثبت إذاً فيكم» (1يو 24:2) إنهم يحتاجون أيضاً إلى الثبات في التجارب. والثبات ضد مكايد إبليس. والثبات ضد تيار العالم الجارف والثبات ضد رغبات ونداءات الجسد. ويحتاجون إلى الثبات العملي اليومي في المسيح حتى يثمروا ويدوم ثمرهم.مسئوليات أولاد الله بعد أن استعرضنا امتيازات أولاد الله واحتياجات أولاد الله، سنتناول الآن مسئوليات أولاد الله. وهذه المسئوليات مرتبطة بالحياة الجديدة التي تمتعوا بها والمركز الجديد الذي هم فيه. ونحن نعلم أن كل امتياز تقابله مسئولية. لهذا يقول الكتاب:1- «كأطفال مولودين الآن، اشتهوا اللبن العقلي العديم الغش لكي تنمو به» (1بط 2:2). هذا هو أول ما يعمله الطفل حديث الولادة. إنه يفعل ذلك بتلقائية دون أن يعلّمه أحد ذلك. وهذا أيضاً ما يميز كل مولود من الله، أن يشتهي كلمة الله في بساطتها ونقاوتها لكي ينمو بها روحياً. إنه يشعر بالجوع والحنين إليها.ولكن للأسف كما أن الطفل الطبيعي مُعَرّض أن يفقد شهيته بسبب بعض الجراثيم أو الأطعمة الفاسدة، هكذا أيضاً يمكن للمولودين من الله أن يفقدوا شهيتهم للكلمة لأسباب كثيرة. لأجل ذلك حرّضهم الرسول بالقول: «اطرحوا كل خبث وكل مكر والرياء والحسد وكل مذمة» (1بط 1:2). اطرحوا، أي تخلوا عن أو تخلصوا دفعة واحدة من هذه الأمور الدنيئة دون تردد أو ندم. فالأشياء العتيقة قد مضت. 1 - الخبث: أصل الشر والأذى بصفة عامة. وهو يظهر في صورة الحقد والضغينة وسوء القصد.
- المكر: هو عكس الصدق والصراحة، وهو إدمان الخداع والغش والتضليل والمراوغة والدهاء للحصول على ما يريد.
- الرياء: هو عكس
الإخلاص، وهو الظهور بعكس الحقيقة. مثل الممثل الذي يجسّد أو يتقمص شخصية غير شخصيته. والمرائي هو المنافق الذي يتظاهر بأشياء لا يمتلكها ولا تعبر عن الصدق والواقع والجوهر. إنه يُحسِّن صورته أمام الآخرين مع أنه من الداخل مملوء بالفساد والشر والعنف.
- الحسد: الرغبة في امتلاك ما يملكه الآخرون أو في زوال ما عندهم من امتيازات.
- المذمة: الكلام الشرير الذي يسيء إلى سمعة الآخرين ويشوّه صورتهم.
ويجب أن يعرف المولود من الله أن هذه الشرور تنبع من الجسد. وعليه أن يرفض ويدين بشدة هذه الأشياء إذا شعر بها في داخله ولا يتهاون معها أو يستسلم لها، فهي السبب في فقدان الشهية الروحية لكلمة الله.
2- «كأولاد الطاعة، لا تشاكلوا شهواتكم السابقة في جهالتكم، بل نظير القدوس الذي دعاكم، كونوا أنتم أيضاً قديسين في كل سيرة» (1بط 14:1 ، 15). إن المولود من الله قد تقدس بعمل الروح القدس فيه لكي يطيع على غرار طاعة يسوع المسيح. وعليه أن ينكر الفجور والشهوات العالمية التي كانت تسيطر عليه قبل الإيمان. وأن ينفذ رغبات وأشواق الطبيعة الجديدة التي تتوافق مع الله في قداسته «صرتم شركاء الطبيعة الإلهية هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة» (2بط 4:1).3-«إن كنتم تدعون أباً الذي يحكم بغير محاباة .. فسيروا زمان غربتكم بخوف» (1بط 17:1). على أولاد الله أن يخضعوا لتأديبات الآب القدوس والمحب والحكيم الذي يؤدبنا للمنفعة لكي نشترك في قداسته. ويقدرون اعتباراته وسلطانه ويهابوه كل أيام حياتهم.4- «كونوا متمثلين بالله كأولاد أحباء، واسلكوا في المحبة كما أحبنا المسيح أيضاً» (أف 1:5). إننا هنا في العالم لكي نُظهِر صفات الله ومحبته للآخرين. هذه المحبة التي تتعب وتضحي وتحتمل وتصبر وتغفر وتنسى كل ما مضى.5- «اسلكوا كأولاد نور» (أف 8:5). «الله نور وليس فيه ظلمة البتة» (1يو 5:1). وعلى أولاد الله أن يسلكوا في النور وبحسب النور بما يتوافق مع طبيعة الله في البر والحق. وأن يعيشوا في نور محضره الكاشف والفاحص ويرفضوا خفايا الخزي وما يُعمَل في الظلام. فهذا لا يناسب أولاد الله، بل إن عليهم أن يضيئوا كأنوار في العالم وسط جيل معوج وملتو (في 14:2،15)، وأن يشهدوا بحياتهم المختلفة والمتميزة ضد الشر المحيط بهم.6- «اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد» (غل 16:5). إن أولاد الله الذين سكن فيهم روح الله وينقادون بروح الله لا يتحركون وفقاً لرغبات وشهوات الجسد، بل عليهم أنهم بالروح يميتون أعمال الجسد. إن اهتماماتهم هي فيما للروح. وعليهم أن يعيشوا في المناخ الذي يلائم الروح وفي مجال عمل الروح القدس لكي يختبروا النصرة على الجسد.7-«لأننا بالإيمان نسلك لا بالعيان» (2كو 7:5). فطالما نحن هنا في سيرنا في هذا العالم ونحن متغربون عن الرب، فنحن نتعامل مع الأشياء غير المنظورة ونمسك بها بالإيمان بحسب ما تعلنه لنا كلمة الله. وعند مجيء الرب سيتحول الإيمان إلى عيان. | |
|