أعزائي القراء .. سوف نطرح موضوعا هاما وحيويا وهو موضوع الإجهاض لقد كان هذا العنوان موضع جدل كبير بين مؤيد ومعارض. ولكن كمسيحيين حقيقيين نريد أن نعرف فكر الكتاب المقدس وتعليمه لنا بخصوص هذا الموضوع ، فالعلم لا يتعارض مع الكتاب المقدس.
ان هذا الموضوع خطير بل اسمحوا لي أن أسمي هذه الجريمة التي انتشرت بصورة واضحة ، جريمة القتل المتعمد، قد يتعجب البعض من هذا المسمي لكن صدقوني هذا هو المعني الحقيقي لكلمة الإجهاض فهو قتل متعمد لنفس بريئة بلا ذنب ، والغريب أن كثيرات لا يدرين بذلك.فما الفرق بين قتل إنسان بالغ وقتل جنين لم يخرج بعد من رحم أمه؟؟بالطبع لا فرق ففي كلتا الحالتين المجني عليه مقتول عمداً . والجاني ذو قلب قاسي لا يرحم . بل يفكر في نفسه فقط غير واضعا في اعتباره تلك النفس البريئة التي لا ذنب لها .
لكن هناك نوعاً آخر من الاجهاض المشروعي العلاجي
هذا النوع من الإجهاض مسموح به في حدود ضيقة جدا, وهو إجهاض يلجا اليه الطبيب للحفاظ على حياة الأم عندما تصاب بحالات مرضيه محدودة ومعروف استحاله علاجها مع استمرار الحمل وقد تؤدي إلى وفاة الأم لو استمر حملها وهنا يجب من التنبه إلى نقطة خطيرة ومهمة وهي أن الحالات المرضية المعنية أصبحت قليلة جدا ففي السنوات الماضية تطور الطب العلاجي واصبح بالإمكان علاج كثير من الأمراض المستعصية والتي كانت تؤدي الي الوفاة مثال على ذلك إصابة المرأة الحامل بداء القلب وكانت أمراض القلب من أسباب وفيات الأمهات وبتقدم العلم و الطب اصبح بالإمكان إجراء بعض التداخلات الجراحية أثناء فترة الحمل مثل جراحات القلب المفتوح وتوسيع الصمامات الا أن هناك حالات معينه يصعب علاجها ومعروف أنها تحمل معدل وفيات عالي بين الأمهات على سبيل المثال ارتفاع الضغط الرئوي الأولي
عواقب الإجهاض
هذه المأساة التي يفعلها البشر بلا قلب ولا رحمة بالطبع لها عواقبها الوخيمة التي لا يحمد عليها ، فمن يزرع بالشر سوف يحصد شراً ، هذه العواقب تكون روحية وجسدية وعاطفية واجتماعية.
1- العواقب الروحية:
تؤدي هذه الجريمة البشعة إلي الشعور بالذنب الناتج عنه انقطاع الشركة بين الفتاة والرب حتي يتم لها التوبة واختبار الغفران.إني أتذكر القضية التي عرضت علي الملك سليمان قديماً (1مل 16:3) امرأتان تتشاجران علي الطفل وهو يريد أن يعلم من فيهما أم الطفل الحقيقة ، وقتها طلب أن يأتوه بسيف ليقسم الطفل نصفين ويعطي نصف واحد لكل منهما ، فزعت الأم الحقيقة ورفضت وتركته بالكامل للام الاخري فيقول عنها الكتاب " لأن أحشاءها اضطرمت فيها " ، أحبائي هذه هي أحشاء الأم التي تضحي ، إني اعتبر كل امرأة تفكر في الإجهاض المتعمد بأنها ليست أم ولا تعرف المعني الحقيقى للحنان والأمومة.عزيزتي.. ما ذنب طفل برئ سوف يأتي إلي الدنيا في ظروف تتعارض مع ظروفك الخاصة سواء كانت ظروف مادية او اجتماعية او نفسية.؟؟ أنتي بذلك ترتكبين جريمة قتل عمداً دون أن تدري.لكن دعيني أطمئنك أن الرب إلهنا "أمين وعادل حتي يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم "(1يو9:1).
2- العواقبالجسدية:
ذكر معهد الطب، الأكاديمية الوطنية للعلوم (The Institute of Medicine, National Academy of (Sciences، في تقرير له بأن "التعقيدات الطبية المرتبطة بالإجهاض القانوني قد تحدث أثناء الإجهاض (أي حالاً)، أو خلال ثلاثين يوماً بعد الإجهاض (أي مؤجلة)، أو في وقت لاحق (أي متأخرة).
مما قد يؤدي إلي زيادة مضاعفات المخاض،ومضاعفات الولادة،وزيادة نسبة الإسقاط حتي لو كان أطفال مرغوب فيهم.
توصل الدكتور "بالفن" (M. Balfin) إلى العواقب التالية من جرّاء قيام المراهقات بالإجهاض: · التلف الذي يلحق بأعضاء التكاثر، 6،42%؛ · التمزق والانثقاب الرحمي، 6،5% · الورم البطاني الرحمي، 13% · التهاب البوق الرحمي وقناة البيض، 13%؛ · تمزق عنق الرحم، 1،11%، · نزيف شديد لا يمكن التحكم به، 13%؛ · آلام في الحوض وصعوبة في الجماع، 1،11%، · عدم الإخصاب والإسقاط المتكرر، 4،7% · عمليات غير كاملة ونزول أجزاء جنينية، 74%؛ · استئصال في الأمعاء أو ثقب الأمعاء، 9،1%. وقال أخصائي آخر: إنَّ المشاكل التي تتعرض لها المراهقات أثناء عملية الإجهاض كثيرة، منها التوسع المؤلم في الرحم بالإضافة إلى أمراض أخرى لا تواجهها الفتيات الناضجات جنسياً. ويذكر الدكتور "بالفن" (Dr. Balfin) أنَّ "أكثر التعقيدات المأساوية تحدث لدى المراهقات" ويضيف في مقالة أخرى أنَّ المضاعفات الخطيرة - حتى حالات الوفاة - التي تنتج عن الإجهاض لا يُعلن عنها لأنه (1) لا يوجد ما يلزم الإبلاغ عن حالات الإجهاض القانونية وعواقبها في أكثر الولايات، (2) ولأن الطبيب الذي يجري الإجهاض في أغلب الأحيان لا يعلم أي شيء عن هذه المضاعفات، (3) ولأن الحقائق المتعلقة بالإجهاض يمكن أن تُحذف من شهادات الوفاة، (4) ولأن الطبيب العادي لا يعلن عن المضاعفات التي تحدث بسبب الأعمال الكتابية الكثيرة المرتبطة بها
3- العواقب العاطفية:
نشرت الدكتورة "سبيكارد" (Dr. Ann Speckard)، من جامعة مينيسوتا، دراسة عن الظواهر الطويلة الأمد (خمس إلى عشر سنوات) للقلق والضغوطات التي تنتج عن الإجهاض. ومع أنَّ خلفيات النساء التي أُجريت عليهن الدراسة كانت متنوعة، إلاَّ أنَّ ردود فعلهن كانت متشابهة بصورة تلفت الانتباه: · ذكرت 81% منهن انشغال بالهن بالطفل الذي أُجهض. · ذكرت 73% منهن رؤيتهن مناظر سابقة عن عملية الإجهاض. · ذكرت 69% منهن مشاعر "الجنون" بعد الإجهاض. · ذكرت 54% منهن أحلاماً مرعبة تتعلق بالإجهاض. · شعرت 35% منهن بأن الطفل الذي أُجهض زارهن.
4- العواقب الاجتماعية:
يؤدي الإجهاض إلى عواقب كثيرة سوف تغيّر بكل تأكيد مجتمعات وثقافات كثيرة حول العالم وتلحق بها أضراراً لا يمكن تلافيها. فمثلاً، في بعض الدول التي تعطي قيمة كبيرة للذكور، يعطي الإجهاض فرصة للوالدين لاختيار إجهاض الإناث (بحسب إحدى الدراسات، من بين 8000 عملية إجهاض أجريت في بومباي في الهند، كانت 7999 حالة منهن لأجنة إناث). والإجهاض يغير أيضاً مواقف المجتمع نحو المعاقين وكبار السن وذوي الأمراض المزمنة. دلّ أحد الأبحاث الحديثة الذي أجري على الوالدين بأن 6 بالمائة يجهضن الطفل الذي من المحتمل أن يُصاب بمرض "الخـرف المبكّر" (Alzheimer) في سن متأخرة من عمره؛ وقال 11 بالمائة منهم أنهم يجهضون الطفل الذي قد يميل إلى السمنة المفرطة. وهكذا ساهم الإجهاض تحت الطلب بخلق مجتمع حيث "نعلّم جيلاً من الشبيبة أن يجهضوا أطفالهم غير المرغوب فيهم والمعاقين وغير المثمرين والمزعجين لكي لا تختل أو تتأثر نوعية حياة الوالدين." تطرح جمعية "ممرضات من أجل الحياة" (Nurses for Life) السؤال المنطقي التالي: "كيف سيتجاوب ذلك الجيل مع التأثيرات الاقتصادية الناجمة عن وجود 70 مليون من كبار السن البالغين الذين لا يعملون أو ينتجون بل يعتمدون على الآخرين للرعاية الطبية؟"
عقوبة جريمة الإجهاض :
العقوبة هي الجزاء المقرر في التشريع على ارتكاب الجريمة. وعقوبة الإجهاض في القوانين الجزائية الوضعية هي الحبس, وربما أضافت إليها بعض القوانين الأشغال الشاقة، في بعض الحالات.
عزيزي الطبيب .. عزيزتي الطبيبة..
الرب منحك مهنة رائعة لتخدم بها البشرية ، فقبل كل شئ ضع في اعتبارك أنك تتعامل مع نفس بشرية خلقها الرب مثلك ، وأمانتك من نحو هذه النفس ورحمتك بها تجعلك تفكر أكثر من مرة قبل أن تتخذ قراراً بالإجهاض لمريضتك ، وقبل كل هذا اجعل الرب أمامك لتعيش حسب قلب الرب ، انصح المريض وحذره علي قدر معرفتك وطاقتك ، لكي يري الناس المسيح في كل تصرفاتك.
عزيزتي الأم الفاضلة...
الرب يسوع المسيح له كل المجد علمنا المحبة والرحمة ، كمسيحيين حقيقيين مملوءين من روح الله الذي يرشدنا ويعطينا روح المعرفة والتمييز بين الأمور المتخالفة ، لنا أحشاء رأفات وحب للآخرين ،علمنا أن نقدم المحبة والرحمة حتي لأعدائنا فكم بالحري لأولادنا الذين هم جزءاً منا وامتداد لرسالتنا في الحياة. تذكري أم موسي ماذا فعلت لكي تنقذ ابنها موسي من موت محتوم؟ ذلك الابن الذي أصبح بعد ذلك قائدا عظيما لشعب الله . والكتاب المقدس ملئ بالأمهات الفاضلات اللاتي يعرفن معني الأمومة والبذل والعطاء. الرب يعطي لكل فتاة القلب الملئ بأحشاء الرأفات والحكمة والرحمة لنعيش حياة أفضل في ظل إلهنا وربنا ومخلصنا يسوع المسيح.