يا معلم.. أما يهمك أننا نهلك ؟!
مرقس 35:4
يا معلم أما يهمك أننا نهلك ؟!
هذا كان سؤال التلاميذ للرب يسوع حينما كانوا وقتها في السفينة وتعرضت لأمواج و رياح شديدة كادت تغرق السفينة من قوتها و شدتها .. لقد كان يسوع نائما ..عندها انتابهم خوف شديد أفقدهم ايمانهم و ثقتهم في إلههم الذي يمكث معهم في السفينة ..حتي أن يسوع عاتبهم قائلا"ما بالكم خائفين هكذا .كيف لا إيمان لكم"
عزيزي .. هذا ما يحدث وقت اضطراب الظروف و صراع النفس معها .. كثيرا ما يأتي وقت نشعر فيه أننا نهلك و أننا نفني .. وسط البحر و اضطرابه والرياح وشدتها ..و أننا لا قوة لنا ولا نعرف ماذا نفعل .. وهذا الشعور يعتبر أرض خصبة و فرصه للعدو ليزرع بداخلنا الأفكار السلبية و الشك وخيبة الأمل ..فيقول لك أن الرب تركك لتهلك .. فلو كان يهمه أمرك كان يتدخل في سط الظروف القاسية لينقذك و يرفعك و يحميك ولا يتركك مثل القشة في مهب الريح ..
عزيزي .. قد تشعر بالفعل أن الهلاك قريب منك وأنك علي وشك الغرق لكن اسمع قول الرب إلهك " إذا اجتزت في المياه فأنا معك " .. أنا الرب إلهك خالقك وجابلك كيف لا يهمني أمرك؟! ، كيف أراك تهلك و أقف بعيدا عنك؟ ..لا تخف فأنا معك " لا أهملك و لا أتركك "
ما بالك خائفا و كأن الكون كله قد حطمك و كسرك ..ما بالك يا ابني مضطربا وسط رياح الحياه وأمواج المشاكل منزعجا من خبطها لسفينتك ومرتعبا جدا من الغرق؟ ..هل نسيت أني أنا في السفينة ؟ وأشعر بهذه الرياح وأعرفها جيدا قبل إتيانها عليك ؟.. أنا الرب إلهك حامل كل الأشياء بكلمة قدرتي ..أنا الرب إلهك أقدر أن أريحك من تعبك ومن انزعاجك و من خوفك و ارتباكك .. ثق فيّ أنا يهوه إيل شدّاي إلهك كلّي القدرة والقوة ..فلا تقف في وجهي أي رياح أو أمواج مهما كانت..!!!
عزيزي .. إن حياتنا كقصة نحن أبطالها ..وأفكارنا تكتبها.. و سلوكنا يرويها .. فلا تسمح للعدو وتعطه ثغرة من قصتك ليفسدها و يعكر نقاوتها و قوتها .. ثق في الرب إلهك حتي و إن بدت لك الأمور غير واضحة .. انت لا يمكنك معرفة الغد .. لكن يمكنك معرفة ضامن الغد وهو الرب يسوع المسيح .. اشكره علي الرياح والأمواج التي تخبطك عالما بالإيمان أنه كلّي القدرة و لن يترك سفينتك ..هو معك اطلب منه ليملأك بروحه القدوس لكي تتذوق الفرح والسلام الحقيقي بالرغم من قسوة الظروف و الريح المضادة.. فكل مؤمن غير ممتلئ بروح الله يظل يتيما ..!! فإن كان انساننا الخارج يفني فالداخل يتجدد يوما فيوما ..اهتم بالقلب والروح ..ولا تستمد سلامك وفرحك من الظروف التي حولك .. و لا تسمح للظروف مهما كانت قسوتها وشدتها ان تفقدك الفرح و السلام الداخلي ..بل اجعل قلبك هو منبع الأفراح و السلام لأنه ممتلئ بروح الله فيفيض بالتعزيات و التسبيحات محلّقا كنسر في سماء السموات متلذذا بالرب الذي وهبك بكل البركات ..