د . عجايبى لطفى Admin
عدد المساهمات : 871 تاريخ التسجيل : 15/04/2011 الموقع : منتديات صوت الانجيل
| موضوع: اختيار شريك الحياة ... منتديات صوت الانجيل الثلاثاء ديسمبر 13, 2011 4:57 pm | |
| "أما الرجل الأمين فمن يجده؟" (أم6:20)
"امرأة فاضلة من يجدها؟" (أم10:31)
من الطبيعي إن مثل هذه الأفكار تشغل ذهن أي شاب جاد أو أي فتاة تقية. من يستطيع أن يجاوب إجابة صحيحة على هذه الأسئلة إلا من كلمة الله؟
"طريق رجل بفتاة" طريق عجيب ومختلف عن "طريق نسر في السماوات" وعن "طريق سفينة في قلب البحر" (أم18:30 ،19). تحتوي كلمة الله على إرشادات عديدة في هذا الموضوع لكنها لا تعطي نموذجاً محدداً. في بعض الأحوال يتم الاختيار في مرحلة الشباب لا في سن النضج. لكن ينبغي أن نذكر أن هذا الأمر لا يعتمد على التجربة بل على طاعة كلمة الله لكي تسير في الطريق الصحيح. وفضلاً عن ذلك لا ينبغي إهمال نصائح الوالدين الأتقياء أو من يحل محلهم.
1- لا نير مع غير المؤمنين: ينطبق كورنثوس الثانية 14:6 – من ضمن ما ينطبق – على ارتباط المؤمنين مع غير المؤمنين من خلال رباط الزواج. اهتم إبراهيم اهتماماً شديداً بألا يعطي لابنه امرأة كنعانية وثنية وهذا يعني لنا اليوم: لا ارتباط مع غير أولاد الله أي أولاد العالم الذي نعيش فيه (تك3:24). حذر الله الإسرائيليين من مثل هذا الارتباط في تثنية3:7 ،4. كم من دموع مريرة ذرفت بسبب إهمال هذا التحذير الواضح فعدم الطاعة لله لا تجد أي وعود منه لتستند عليها. أحيانا نحاول أ، نبرز ارتباط ما ليس بحسب مشيئة الله بالاستناد على كورنثوس الأولى 12:7 ،17، ونتناسى أن هذه الأعداد تنطبق فقط على حالة إيمان أحد الطرفين بعد الزواج. لا شيء في كلمة الله يبيح ارتباط يتنبأ بإيمان أحد الطرفين بعد الزواج. إن مثل هذه التكهنات تحول نعمة الله إلى الانحلال. الحصول على الإيمان في مرحلة الخطبة أو بعد الزواج أمر لا يمكن الاعتماد عليه وينصح في هذه الحالة بالسماح ببعض الوقت الكافي قبل الارتباط للتأكد من صحة الإيمان.
2- في الرب فقط: يخاطب التعبير الوارد في كورنثوس الأولى 39:7 الأرامل، ولكنه يتناسب مع كل مؤمن. الارتباط بالزواج في الرب يذهب إلى مدى أبعد من مجرد زواج بين مؤمن ومؤمنة، فهو يعني أن الاثنين لهما اعتقاد راسخ معطى من الرب أن كل منهما مقدر للآخر ومدعو للسير في الخضوع للرب. وإذا لم يسلكا في نفس الطريق وحاول كل منهما على حدة أن يخدم الرب فكيف سيواجهان معاً المسؤوليات والواجبات الجسيمة التي ستقع على عاتقهما بعد الزواج؟ "هل يسير اثنان معاً إن لم يتواعدا؟" (عا3:3).
3- أكرم أباك وأمك(خر12:20) تتكرر وصية ناموس موسى هذه 6 مرات في العهد الجديد أي أنها لم تفقد قيمتها بعد. فهو ليس من الرب أن يختار الأبناء والبنات شريك حياته بدون الرجوع إلى والديهم. إن التحفظ والتكتم في هذا الأمر يكشف عن ضمير شرير. *ركت راعوث الموآبية أهلها وبلدها الوثنية لتسكن بالقرب من الله الحي. وعند وصولها إلى بيت لحم أظهرت طاعة كاملة لوصايا حماتها "كل ما قلت أصنع" (را5:3) وبالتالي لم تندم أبداً على ارتباطها ببوعز. *احتقر شمشون للأسف وصية والديه الأتقياء اللذان أوصياه بأن يتخذ لنفسه زوجة من شعب الله. قال لهم: "إياها خذ لي لأنها حسنت في عيني"(قض3:14). وبسبب هذا القرار المخالف للناموس قاده الله إلى طريق مليء بالتأديب وباختبارات كثيرة. ليكن هذا المثال سبباً في تحذيرنا. فبدلاً من أن تستنير عيون شمشون بوصايا الله (مز8:19) فقدهما بسبب عدم طاعته لها (قض21:16)
4- المحبة: أليست المحبة شرطاً أساسياً لنجاح أي ارتباط؟ كثيراً ما نضع هذا الشرط في المقدمة. صحيح أن المحبة الطبيعية بين الخطيبين، أو الزوجين، أو بين الوالدين والأبناء أمر يضعه الله في قلوب البشر. إنها مشاعر غالية جداً تلك التي تربط بين اثنين ارتباطاً وثيقاً. ولكن منذ القديم شوهت هذه المحبة ووقعت بعصيان الإنسان تحت ناموس الخطية والموت. نقص المحبة الطبيعية تميز أيضا مسيحية هذه الأيام الخيرة وهي مسيحية بدون مسيح(رو31:1 ،2تي3:3). للمحبة الطبيعية مكانها الخاص في العلاقات الزوجية لكنها يجب أن تكون مقدسة لكي لا تصبح محبة جسدية في متطلباتها وأنانيتها ورغبتها في الامتلاك بدون الاهتمام بمشيئة الله. ومثال على ذلك الحب: شمشون (قض3:14 ،16 ،4:16 ،15) وأمنون (2صم13)، حب مثل هذا ليس بالتأكيد أساس أي ارتباط سعيد لأنه سرعان ما يزول عندما لا يجد ما يطلبه في المحبوب، والمؤمن معرض أحياناً لهذا الخطر لذا عليه أن يسهر دائماً. المحبة التي يضعها الله في القلب محبة تعطي وتضحي بنفسها لا تبحث عما لنفسها (1كو5:13) وتجد قياسها في المسيح الذي أحب الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها (أف25:5). محبة المسيح وطاعته دفعاه للنزول من السماء ولبذل نفسه من اجلها، كما يترك الرجل اباه وأمه ليلتصق بزوجته. إن طلب زواج بحسب مشيئة الله يتطلب عواطف مقدسة للفتاة المؤمنة التي ستكون محور هذه العواطف "أحب المسيح الكنيسة". على الرجل – وهو صورة للمسيح – أن يلعب دوراً كبيراً في طلب الفتاة للزواج. الجانب السلبي من الفتى أو اتخاذ مبادرات من جانب الفتاة ليسا بحسب مشيئة الله. المحبة الحقيقية لا تسلك ضد مشيئة الله ولا تصيب بالعمى من يحب. الحكم الصادق على النفس أمام الرب ضروري جداً لمعرفة الدافع الحقيقي وراء المحبة.
| |
|