د . عجايبى لطفى Admin
عدد المساهمات : 871 تاريخ التسجيل : 15/04/2011 الموقع : منتديات صوت الانجيل
| موضوع: الصلاة ومقاومة الشيطان .. منتديات صوت الانجيل الثلاثاء ديسمبر 13, 2011 4:26 pm | |
| من اكثر الامور التي يقاومها الشيطان بشدة في حياتنا هي الصلاة , كيف لا والصلاة تعد بمثابة المفتاح الذي يفتح جميع الابواب امام المؤمن سأل شاب شيخا : مالذي تستطيع ان تعمله الصلاة ؟
فأجابه الشيخ : قل لي انت , مالذي يستطيع ان يفعله الله ؟ فرد الشاب : الله ؟ الله يستطيع كل شئ ولا يعسر عليه امر . لكن ماعلاقة هذا بالصلاة ؟ قال الشيخ الصلاة تعمل كل مايفعله الله , وتستحضر الله الى مشهد ضعفنا وعجزنا ليفعل لنا ومعنا وبنا امورا عظيمة, كثيرا ماتكون اكبر من طاقاتنا وامكانياتنا او حتى توقعاتنا .
لذلك لا تستغرب ان يقاوم الشيطان بشدة كل مؤمن يريد ان يصلي جاثيا على ركبتيه امام الرب , متكلا عليه من كل قلبه , لانه يعلم ان في ذلك كل الخير والبركة له لذا فهو يستخدم الكثير من حيله ليعيقنا عن الصلاة
قال احد المؤمنين: حينما ادخل الى مخدعي واركع امام الرب لاصلي , اجد جرس التلفون الذي كان صامتا بدأ يرن , وعلى الباب طرقات شديدة, وابنتي تنادي بصوتها العالي , وزوجتي تذكرت العديد من الطلبات, هذه واحدة من طرقه الكثيرة على ان لديه الكثير مما يستخدمه لتعطيلنا وإعاقتنا عن الصلاة فتارة يستخدم مللنا وعدم مثابرتنا للكف عن الصلاة , وتارة اخرى يستخدم ضعفنا وقلة طاقتنا لعدم الاستمرار في الصلاة
على انه اكثر الامور التي يستخدمها ابليس لإ عاقتنا عن الاقتراب للرب والصلاة اخطاءنا وسقطاتنا . وهو يستخدمها لا لكي يشكونا بها لله فقط , بل الى ضمائرنا ايضا , لكي يملا قلوبنا بالاحباط والبأس والفشل عالما انه إذا نجح في ذلك فإنه سيجعل حاجزا كبيرا بين النفس والمسيح فيدخل نفوسنا في حيرة ويأس شديد , وهذه هي المصيبة الكبرى . فاكبر الضرر ليس في عرضه التجربة علينا , ولا سقوطنا في التجربة ( مع ان في هذا ضررا ) لكن اكبر الضرر في استخدامه لسقطاتنا واخطاءنا وشعورنا بالمذنوبية, مجالا لزرع بذور الشك والكذب فبدلا من الاقتراب الى الرب والاعتراف بالخطأ والاتكال عليه من جديد يكون الشك قد دخل الى قلوبنا فنشك في الرب وفي محبته , وبذلك ينجح الشيطان في حربه معنا وفي اعاقته لنا عن الصلاة والاقتراب الى الرب
ويهوشافاط الملك(2 اخ 17 – 20 ) يعتبر من اتقى ملوك يهوذا , إذ سجل الوحي عنه (( وكان الرب مع يهوشافاط لانه سار في طريق داود ابيه الاولى ... ولكنه طلب إله ابيه وسار في وصاياه )) ولو انه اخطأ في مصاهرته لا آخاب ملك اسرائيل الشرير , واخطأ ثانية حين اعتاد ان ينزل اليه ليكون في شركة معه , واخطأ ثالثة حين اغواه اخاب ليصعد معه الى راموت جلعاد , على انه خطأه كان اكبر حين تجاهل صوت الرب وتحذيره بعدم النزول الى هذه الحرب ( 2اخ 18 ) ونندهش كثيرا من قبوله للعرض الذي قدمه اليه ملك اسرائيل حينما قال له اني اتنكر وادخل الحرب.واما انت فالبس ثيابك. لقد اراد آخاب الشرير ان يضمن السلامة إلى حد ما, فإذا ما اشتدت الحرب يكون هو بمأمن ويكون ملك يهوذا في خطر وهذا ماحدث فعلا فيقول الكتاب ((وأمر ملك ارام رؤساء المركبات التي له قائلا لا تحاربوا صغيرا ولا كبيرا الا ملك اسرائيل وحده. فلما رأى رؤساء المركبات يهوشافاط قالوا انه ملك اسرائيل فحاوطوه للقتال
لقد وضع يهوشافاط نفسه في موقف خطير فها هو وحيد ومحاط من كل ناحية برؤساء المركبات. وماهي إلا دقائق وتكون النهاية وهي الموت بيد هؤلاء الرؤساء الجبابرة
ولكن اليس من مخرج ؟ الا توجد وسيلة للنجاة من هذا الموقف الخطير ؟ بلى , يوجد مخرج وهناك وسيلة , الا وهي الالتجاء إلى الرب والصلاة اليه
ولربما فكر يهوشافاط لاول وهلة ان ويصرخ الى الرب , ولكن الشيطان الذي يقاوم الصلاة دائما لا يسكت , وربما اتى اليه هامسا : ماذا ستفعل ؟ هل ستصرخ الى الله ؟ الم تخطئ في حقه كثيرا , الم تخطئ بمصاهرتك لآخاب ملك اسرائيل الشرير ؟ ألم تخطي حينما سمحت لنفسك ان تكون في شركة معه ؟ ألم تخطئ بدخولك معه في هذه الحرب ؟ هل ستصرخ إلى الله بعد ان خالفت صوته ؟ ألم يكن كلام نبي الله محذرا لك أن لاتصعد إلى هذه الحرب ؟
وربما اراد ابليس ان يشدد الشكاية والمقاومة على ملك يهوذا ( وهذه عادته دائما فهمس اليه قائلا : ثم كيف ترضى بعرض آخاب بأن يتنكر هو , وانت تدخل الحرب بملابسك ؟ فأنت السبب في ما انت فيه .. استسلم فلا امل سوى الموت بيد هؤلاء الرؤساء
عزيزي القارئ .. الا يفعل الشيطان معنا كثيرا هكذا ؟ فكم من مرات استخدم ابليس سقطاتنا واخطاءنا ليشكونا الى ضمائرنا ليملا قلوبنا بالاحباط واليأس والفشل الم يهمس كثيرا في آذاننا ونحن راكعين في مخادعنا : هل ستصلي الى الله وانت في هذه الحالة ؟ الا تذكر مافعلته بالامس , واول امس ؟ الم تتكلم بكلام لا يرضي الرب ؟ ثم ناهيك عن هذا وذاك , هل الله يرضى على مافعلت في الاسبوع الماضي ؟اسمع ما اقول (هكذا يستطرد الشيطان ) الله غاضب عليك ولن يستمع لصلاتك , وربما يقتبس من الكتاب المقدس بعض الآيات التي يدعم بها كذبه ومقاومته , قائلا مكتوب لانه ان لامتنا قلوبنا فالله اعظم من قلوبنا ويعلم كل شئ . لا تصلي فأنت ملوم والله لن يسمع لك .
يالها من مصيبة كبرى حينما نصدق كذبه ونقوم من مخادعنا ونشعر ان هناك حاجزا بيننا وبين إلهنا
ولربما عاد الشيطان الى يهوشافاط ليشدد من مقاومته وشكايته قائلا : هل تعتقد ان الله سيتجاوز عن اخطاءك ومافعلت ؟ إلا ترى رؤساء المركبات من حولك يحيطون بك من كل ناحية ؟ اين المهرب من ايديهم ؟ هل سينزل الله اليك من السماء لينقذك ؟ الحلقة محكمة ولا سبيل للنجاة . وربما يقول له دقق النظر الا ترى السهام كلها مصوبه نحوك ؟ إنها النهاية وانت الذي وضعتها لنفسك لا جدوى من الصلاة . لا تصرخ , ولا تصل
عزيزي القارئ , كثيرا ما قاومنا الشيطان بنفس هذه الطريقة , فما ان ركعنا لاجل امور , ربما اكبر من طاقتنا او ربما صعبة التحقيق بالنظرة البشرية , حتى اتى ابليس مقاوما لثنينا عن الصلاة والطلب للرب قائلا : كيف تصلي والامر مستحيل ؟ لا تصرخ فالطلبة اكبر من ان تتحقق .. لا تضيع الوقت .. فالصلاة لاجل هذا الامر ضرب من الخيال . الا تذكر المكتوب ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب لانه المرتاب يشبه موجا من البحر تخبطه الريح وتدفعه , فلا تظن ذلك الانسان انه ينال شيئا من عند الرب . لا تصل فأنت هذا الانسان , ولن يسمع لك الله على اننا نتعلم درسا رائعا من موقف يهوشافاط امام شكوى وإعاقة ابليس , إننا نسمعه يقول نعم أخطأت , وأخطائي كثيرة وكبيرة , والصورة قاتمة ولا أمل في اي نجاة , ولكن إلى من التجئ ؟ وإلى من اوجه صلاتي ؟ اليس الى الرب المكتوب عنه ايضاهذا المسكين صرخ والرب استمعهومن كل ضيقاته خلصه فصرخ يهوشافاط وساعده الرب وحولهم الله عنه, مجدا للرب من كل القلب لقد انقذ عبده وسمع لصلاته , كيف لا وهو الذي قيل عنه من هو إله مثلك غافر الاثم وصافح عن الذنب .. فإنه يسر بالرأفة (مي 7 : 17 أخي .. إن الحل الصحيح وقت السقوط والفشل , ووقت شكايه العدو ومقاومته , ليس في ان نكف عن الصلاة والصراخ , بل هو الاقتراب الى الرب اكثر , والارتماء على رحمته الكثيرة , لنتخذ من سقطاتنا واخطائنا مجالا للصلاة والصراخ اكثر من كل الماضي , ولنتكل عليه ونعترف له ولا نبعد ع شنودة راسم | |
|