ماذا لو لم تكن موجودا يا الله ؟ كيف كنت سأدرك معني الوجود وسر الحياه ؟؟
كانت ستظل أرضي خربة .. خالية ومظلمة بلا قيمة ولا نفع ، كنت ساظل ترابا وسط ظلامي وقبوري والفساد ..بلا روح .. بلا أنفاس .. بلا حياه ، كنت سأظل متروكا ..مهجورا ..منداس تحت الأقدام ..تلطمني الريح حيثما تشاء أنا التراب وسط الظلمة والخراب .
لكن ما أعظمك يا الله ، لم تتركني انا التراب بل كنت مشغولا بتكويني وفكرت فيّ من قبل وجودي ورسمت لي أعظم وأجمل صورة لكي أكون علي صورتك وشبهك في البر والقداسة ، فهل لي أنا التراب أنا أشبه الإله البار الكامل القدوس ؟ ما أروعك فأنت تصنع من العدم أمورا فائقة التصور والخيال
جئت بروحك لترفرف علي أرضي الخربة الموحشة فأعتقتني من ذل التراب بل ومنحتني بروحك الحياه ،عجبا يا الله ..خلقت الكون بكلمة من فمك وأنا التراب نفخت فيّ بنسمة حياه ؟؟ إلي هذا أحببتني ؟ إلي هذا ميزتني عن خليقتك بأكلمها ؟ إلي هذا رفعتني من الأرض وأصلي الترابي فأحييتني بنسمة حياه ؟ فصرت احيا انسانا يتنفس بأنفاسك ويعيش بروحك منحتني الحياه بنسمة حياه ، كم أشكرك يا جابلي وخالقي القدير يا من بعثت الروح لمماتي وفسادي ، يا من بدلت حالتي وغيرت طبيعتي وأعطيتني كرامة فمن أنا حتي بحبك تذكرني ومن أنا حتي بعطفك تفتقدني ؟ بل وجعلتني متسلطا علي كل أعمال يديك .. ما أعظمك وما أروعك وما أعمق جدا أفكارك من نحوي
سيدي وخالقي الإله العظيم .. لقد وهبتني الروح ودبّت فيّ الحياه بنسمة حياه منك ، تلك النسمة التي في داخلي الآن والتي بها أتنفس وأحيا واتحرك وأوجد ، تلك النسمة التي جعلتني أفكر في عظمتك وقدرتك الغير محدودة ، تلك النسمة التي هي أنفاسك يا الله فجعلتني أشعر بك وانت في داخلي وأنا جزء منك لأني من نسمة الحياه التي نفخت بها فيّ ، لذا روحي ونفسي وجسدي لك وملكك ..روحي تشتاق لك وأنفاسي تلهج بحمدك وقلبي يفيض بحبك يا من جبلتني لنفسك لكي أحدّث بجميع عجائبك يا أصل وجودي ونسمة الحياه
كلمات : د . مارسيل اسحق