2-
وفى الجامعة ستجد فرصة الاختلاط مع الجنس الآخر... وهو أمر هام جداً فى
نضوجك النفسى... المهم أن تعرف كيف تختلط حسناً... فلا ترتبك فى علاقة
شخصية سريعة... تدمر حياتك الروحية والدراسية، ولا تصل بك إلى شئ.. وذلك
لسبب بسيط أنك الآن فى مرحلة "الجنسية الغيرية العامة".. أى أنك تتعرف على
الجنس الآخر بصورة شاملة.. وسوف لا تستطيع تحديد شريك حياتك إلا حينما تدخ
إلى مرحلة "الجنسية الغيرية الأحادية" وذلك حينما تكون مؤهلاً روحياً
ونفسياً لإختيار شريك حياة واحد وثابت.
3-
أما أسلوب الدراسة فى الجامعة فمختلف تماماً عن المرحلة الثانوية، فأنت لم
تعد واحداً من أربعين أو خمسين طالباً، يعرفكم الأستاذ بالإسم أحياناً، أو
حتى بالشكل، ويسألكم إن كنتم استذكرتم ما فات، ويناقشكم فى الدرس هل فهمتم
أم لا؟.. هذا كله قد انتهى، فأنت ضمن آلاف مؤلفة من الشباب، ينحشرون فى
مدرج ضخم، والأستاذ يتكلم بسرعة كبيرة، ويترك الكثير لمجهودك الشخصى.. الخ
وحيث لا توجد متابعة يومية لك، يمكنك تأجيل المذاكرة إلى الشهر الأخير،
الذى لا يصلح أن يخلق منك إنساناً ناجحاً ومتفوقاً، كما لا يضمن الإنسان
ماذا سوف تكون ظروفه من مرض أو مشاكل...
4-
وبعض الشباب يكون مغترباً قادماً من بلاد غير بلد الدراسة، ويعانى هؤلاء
فى السكن، والطعام، والاستذكار، وربما فى الدخول فى مجموعات غير متجانسة
روحياً وأخلاقياً اجتماعياً ومادياً، يعطلون بعضهم بعضاً فى الاستذكار
والتقدم، نجد هذا فى المدن الجامعية، أو السكن الخارجى، أو السكن لدى
الأقارب، وما يمكن أن يحدثه من متاعب... الخ.
ولكن... أمام كل هذه
التحديات، هناك الرؤيا السليمة للأمور، والصدق مع الله والأسرة والنفس،
والإرتباط السليم بالمسيح والإنجيل والكنيسة، والأصدقاء الصالحين...
"الصديق يحب فى كل وقت" (أم 17:17) ولاشك أن هذه التحديات تخلق شباباً
ناضجاً يتحمل المسئولية، وينجح فى الحياة، ويمكن الإعتماد عليه. ومن
المعروف علمياً أن مرحلتين
من مراحل نضوج الشخصية هما
أن
تنتمى إلى وسط روحى مقدس، كنيسة قريبة من مسكنك، لتكون لك فيها جماعة
أصدقاء، وجو نقى يبنى حياتك الروحية والإجتماعية والوجدانية... فالإنسان
يستحيل أن يحيا فى جزيرة منعزلة... ولابد أنك سترتبط بمجموعة أصدقاء... فما
أجمل أن يكونوا من الوسط الروحى... "الصديق يهدى صاحبه أما طريق الأشرار
فتضلهم" (أم 26:12).
أدعو لك بالبركة
الروحية والنجاح الدراسى والنضج المحبوب.. "وكان الرب مع يوسف فكان رجلاً
ناجحاً" (تك 2:39)، "لأن الرب يكون معتمدك ويصون رجلك من أن تؤخذ" (أم
26:3)
منقول من المنتدى المسيحى العربى