د . عجايبى لطفى Admin
عدد المساهمات : 871 تاريخ التسجيل : 15/04/2011 الموقع : منتديات صوت الانجيل
| موضوع: كيف تستطيع ان تبني علاقة حميمية مع الله الجمعة يوليو 15, 2011 8:42 am | |
| برغم ان الله اله قدير يستطيع كل شيء ولا يعسر عليه امر الا انه على مستوى العلاقة مع الانسان الذي هو موضوع محبته وشهوة قلبه هو اله ديمقراطي يحترم حريته وارادته في اختيار شكل هذا العلاقة من غير اقحام او فرض نفسه عليها من منطلق انه الله خالق كل الاشياء بكلمة قدرته.لانه يدرك ان اساس اي علاقة هو المحبة المتبادلة بين الطرفين برضى وقناعة وليس بالاكراه والخوف والسلطان. لذلك تخيلوا ان الذي يحدد شكل وقوة هذه العلاقة وعمقها مع الله ليس هو الله لانه يريد وشهوة قلبه ذلك النوع من العلاقة الحميمية الذي يحددها هو انت وانا ايها الانسانفالسؤال والمحك الحقيقي هوهل تريد ايها الانسان ان تلتصق بالرب وتكون معه روح واحد ؟ هل انت مستعد عن التخلي عن اي شيء يفسد هذه العلا قة او حتى يضعفها ؟؟؟ هل لهذه العلاقة الاولوية الاولى في حياتك ومستعد ان تبذل الوقت والجهد من اجل تطويرها ونموها واخذها الى ابعاد اعمق ؟؟؟ فالله يقترب بالقدر والعمق والكيفية التي انت تختارها وليس هو لذلك يقول الكتاب "اقتربوا الى الله فيقترب اليكم" يعقوب لذلك نجد بان الكتاب المقدس الذي وضع من اجل تعليمنا قد وضع بعض الشروط الواجبة لانجاح هذه العلاقة ودخولها الى عمق لا حدود له
اولا:-المعرفة لا يمكن ان تنشئ علاقة صداقة بين شخصين لا يعرفان عن بعضهما اي شيء. لذلك نجد ان شهوة قلب الملك داود كانت"ان اسكن في بيت الرب كل ايام حياتي لكي انطر الى جمال الرب واتفرس في مجده وجلاله". لدرجة ان هذه المعرفةاستحوذت على كل فكره واحساسية لدرجة الهيام والعشق اكثر من اي شيء اخر برغم من كل مشغوليته كملك مسؤل عن امة وشعب لذلك نسمعه يقول "يا الله، إلهي أنت. إليك أبكر. عطشت إليك نفسي ، يشتاق إليك جسدي في أرض ناشفة ويابسة بلا ماء. لكي أبصر قوتك ومجدك ، كما قد رأيتك في قدسك لأن رحمتك أفضل من الحياة. شفتاي تسبحانك هكذا أباركك في حياتي. باسمك أرفع يدي كما من شحم ودسم تشبع نفسي، وبشفتي الابتهاج يسبحك فمي إذا ذكرتك على فراشي ، في السهد ألهج بك". ونجد ان يعقوب الذي عاش حياة الخداع مع اخيه عيسو وابيه اسحاق وحياة الخديعة من خاله لابان صار شغف قلبه هو بركة الله لحياة لدرجة انه صارع مع الله طوال الليل قائلا"لن اطلقك ان لم تباركني" وهنا تحولت حياة يعقوب من متعقب الى امير مع الله فدعي اسمه اسرائيل.
وكانت اولوية رسول الا مم الذي كانت تهتز المدن من بشارته وتفزع الشياطين من رسالتة كان هدف حياته المطلق هو"لأعرفه، وقوة قيامته، وشركة آلامه، متشبها بموته لعلي أبلغ إلى قيامة الأموات ليس أني قد نلت أو صرت كاملا، ولكني أسعى لعلي أدرك الذي لأجله أدركني أيضا المسيح يسوع" لذلك نجده في سجن فليبي يسبح مع سيلا ويصلي وامام خطر الموت يصرخ بصوت النصرة قائلا"إني عالم بمن آمنت وموقن (أكثر من متأكد) أنه قادر أن يحفظ وديعتي إلي ذلك اليوم". فهل لك علاقة ومعرفة حقيقية بالهك كبولص وهل شهوة قلبك ان تراه في مجده وجلاله كداود .وهل تصارع من اجل علاقة بركة واثمار تجعلك كامير مثل يعقوب.ام انك اكتفيت بعلاقة سطحية كبيت مبني على الرمل ومعرض للسقوط امام اي عاصفة صغيرة
ثانيا :-الثقة والطاعة ان المعرفة الصحيحة لهذا الاله الصالح تنتج عنها ثقة مطلقه في شخصة والتعبير العملي المحسوس والملموس لهذه الثقة هو الطاعة لذلك نجد ان رب المجد يقول لتلاميذه"انتم احبائي ان فعلتم ما اوصيكم به".فليس صلواتنا وتسبيحنا وعطايانا وهي اشياء مهمة تعطينا عمق الشركة مع الله بل افعال الطاعة الصادرة من قلب يثق بالهه ويعرف محبته وارادته الصالحة لحياته لذلك نجد ان ابونا ابراهيم لم يتردد عندما الله دعاه ان يخرج من ارضه ومن عشيرتة الى ارضا لا يعرفها ولم يسمع عنها لانه كان يدرك ان وليه حي وهو اله صالح وامين والى الابد رحمته والى دور فدور امانته وكان يثق انه حتى لو سار حتى في وادي الموت لا يخاف شرا لانك انت معي ترتب لي مائدة اتجاه مضايقي وتمسح بالدهن راسي وتجعل كاسي ريه بل حتى عندما طلب منه الرب ان ياخذ وحيده اسحق ويقدمه قربانا للرب لم يتردد للاحظة بل يقول الكتاب انه بكر في الصباح وشد على حماره واخذ اثنين من غلمانه معه واسحاق ابنه بل انه هو بنفسه قد شقق حطب المحرقة ليضع ابنه قربانا عليها فمن اين اتى بكل هذا العزم والتصميم وهو رجل عجوز غير قادر على الانجاب وانقطعت عن سارة عادة النساء منذ سنين ؟ الجواب لانه كان يثق بالهه ويصدق وعوده ويعيش بالطاعة ويسلك بها .كان يعرف بان الهه صادق وامين وقد وعده انه باسحق يدعى لك نسلا وبالتالي حتى ولو مات اسحاق فانا اثق بان الله سيحيه ويصنع لي من خلاله نسلا وهذا ما يؤكده لنا كاتب رسالة العبرانيين "بالايمان قدم ابراهيم اسحق و هو مجرب قدم الذي قبل المواعيد وحيده الذي قيل له انه باسحق يدعى لك نسل اذ حسب ان الله قادر على الاقامة من الاموات ايضا الذين منهم اخذه ايضا في مثال".والرب يسوع في اثناء تجسده بيننا على الارض قدم لنا مثالا لكي نتبع نحن ايضا اثار خطواته قائلا"ان افعل مشيئتك يا الهي سررت ".الطاعة هو دليل الثقة واساس الثقة هو المعرفة فهل نحن نعيش بالثقة ونسلك في الطاعة او نشك في صدق مواعيد وصلاحه فنسقط كما سقط ابوينا في جنة عدن.
ثالثا:-الامانة والصدق ان من اساسات العلاقة المتينة والقويه هي الصراحة والتعبير عما يجول في داخلنا بكل صدق وامانة من اجل ذلك فان الله يكره الكلاشيهات المحفوظة والمكتوبة في الصلاة لانها لا تعبر عن ما يجول في داخل هذا الانسان من مشاعر واحاسيس بل احيانا كثيرة تكون مغايرة تماما لكل مشاعر وافكار قلب الذي ينطق بها .فهولاء كالذين قال عنهم الكتاب "هذا الشعب يكرمني بشفتيه واما قلبه فمبتعد عني". لذلك علينا ان نكون صادقين في التعبير عن كل ما في داخلنا من الم ومرارة وشعور بالظلم والوحده و النسيان والتجاهل حتى ولو كان هذا اللوم موجه لله ذاته وسفر المزامير هو اكبر شاهد على هذه الحقيقة.فالصداقة الحقيقة تبنى على المصارحة والمكاشفة وما يبدو في نظر الاخرين تجاوز يراه الله امانة وصدق مع النفس ومع الله. فقد استمع الرب الى شكوى داود بالنسيان والظلم والتخلي عنه من قبل الرب وسمح لايوب ان يعبر عن مرارته اثناء محنته عندما حاول اصدقائه الثلاثه ان ما اصابه هو من عند الرب. لذلك علينا ان نكون صادقين في التعبير عما نفكر به ونشعر في محضر الرب كما فعل اناس كثيرون في الكتاب المقدس لكي نعطي الرب الفرصة لكي يشفي المشاعر المجروحة ويصحح الافكار الخاطئة ويجيب على الاسئلة بكل امانة وصدق . ان مرارة النفس والاحتفاظ بها وعدم التعبير عنها هو من اكبر العوائق في صداقنا مع الله .فالرب كالطبيب الذي يريد ان يسمع من المريض كل ما يشعر به من اوجاع والالام حتى يستطيع ان يصف له الدواء الشافي الذي يعيد له صحته وقوته ونضارته ولكن اذا احتفظ المريض بالمه لنفسه ولم يصرح به وادعى بان كل شيء على ما يرام سيكون هو وحده الذي سيعاني وسيقضي عليه مرضه
احبائي الرب يريد ان يرانا ويسمعنا في كل حين ومهما كانت حالتنا فهو دائما يدعونا بمحبوبته ومعشوقته قائلا'يا حبيبتي، يا جميلتي وتعالي يا حمامتي في محاجئ الصخر، في ستر المعاقل، أريني وجهك، أسمعيني صوتك، لأن صوتك لطيف ووجهك جميل '.فنحن الذين نحدد قرب الرب وصداقته لحياتنا ونحن الذي نحدد قوة هذه العلاقة وعمقها من خلال حياة الشركة والمعرفة لذاته ومن خلال الطاعة والسلوك بالاستقامة ومن خلال الصدق والتعبير في المشاعر بكل امانة
اخوكم في جسد الرب
عامر حداد | |
|